حثت الولاياتالمتحدة الرئيس المصري حسني مبارك , الاربعاء26 يناير 2011 , صراحة على إجراء إصلاحات سياسية في ضوء الاحتجاجات التي تطالب باسقاطه مغيرة موفقها من حليف عربي رئيسي تغييرا واضحا. وجاءت الرسالة على لسان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الاردن بعد أسبوعين من الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في ثورة شعبية. واشتبكت الشرطة في القاهرة مع الاف المصريين الذين تحدوا حظرا حكوميا يوم الاربعاء واحتجوا على حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الحشود وجرت محتجين من الحشود ومضت بهم. وطرحت الثورة في تونس تساؤلات بشأن مدى استقرار الحكومات العربية الاخرى وأدت في بادئ الامر الى تراجع الاسهم والسندات وأسعار الصرف الاجنبي في أجزاء من المنطقة ولاسيما مصر. وغادر بن علي تونس في 14 يناير بعد احتجاجات شعبية استمرت أسابيع. ولم تسع كلينتون للتخفيف من حدة كلماتها فقالت ان على الحكومة المصرية أن تتحرك الان اذا أرادت تجنب نتيجة مشابهة لما حدث في تونس وحثتها على عدم قمع الاحتجاجات السلمية أو تعطيل المواقع الاجتماعية على الانترنت التي تساعد في تنظيم الاحتجاجات والاسراع بوتيرتها. وأضافت كلينتون ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة بجانبها "نحن نعتقد بشدة أن أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة في الوقت الحالي لتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية للاستجابة للحاجات والمصالح المشروعة للشعب المصري." وتابعت "وندعو السلطات المصرية لعدم منع الاحتجاجات السلمية أو منع الاتصالات بما في ذلك مواقع الاتصال الاجتماعية." ودعت مبارك لتبني اصلاحات. وقال روبرت دانين من مجلس العلاقات الخارجية وهو مركز بحث ان تصريحات كلينتون بدت توضح للمرة الاولى ما تريد الولاياتالمتحدة أن تراه في مصر.. تغير حقيقي ينبع من الحكومة وليس عملية إطاحة مثيرة كما وقع في تونس. ولان مصر أول بلد عربي يقيم سلاما مع اسرائيل فلها أهمية استراتيجية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة أكبر بكثير من تلك التي لتونس. وتتلقى مصر معونات أمريكية كبيرة منذ فترة طويلة ودعمت جهود واشنطن في العمل على إحلال سلام عربي اسرائيلي أوسع نطاقا. وأضاف دانين "هذا ليس انسحابا من التحالف مع مصر بأي حال ولكن في الوقت ذاته يلفت نظر الحكومة المصرية الى ضرورة أن تأتي التغييرات بسرعة." وتابع "انها تحاول أن ترسم طريقا يمكن أن يحدث من خلاله تغيير محكوم اذا استجاب النظام للشعب.. (فادارة أوباما) لا تريد أن ترى نفس الوسائل التي استخدمت في تونس تستخدم (في مصر)... والتي ستجبر القيادة على الفرار." واتخذ البيت الابيض موقفا مشابها فأوضح أنه يراقب عن كثب وأنه يؤيد تماما حق الشعب المصري في الاحتجاج السلمي. وقال روبرت جيبز لصحفيين على متن طائرة الرئاسة الامريكية "نحن نؤيد حق التجمع والتعبير كحق عام لكل البشر. سنشدد مجددا وبوضوح تام لكل المعنيين أن التعبير ينبغي أن يكون خاليا من العنف." وقال "هذا وقت مهم كي تظهر الحكومة مسؤوليتها لشعب مصر بالاعتراف بذلك الحق العالمي." وعلى صعيد الأحداث , تتواصل لحظة كتابة هذا الخبر ( الساعة 11 ليل الأربعاء 26 يناير 2011 ) التظاهرات الغاضبة فى القاهرة وعدة مدن ومحافظات مصرية لليوم الثانى على التوالى , وقد اندلعت اشتباكات قبل قليل بين الشرطة والمحتجين فى شارع طلعت حرب (وسط العاصمة المصرية) ، بعدما حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين بالضرب بالهراوات واستخدام السيارات المصفحة والقنابل المسيلة للدموع. فرد المتظاهرون برشق الأمن بالحجارة . وقد سارعت قوات الأمن المتواجدة بميدان التحرير الى التحرك للمساندة وتفريق المتظاهرين وأغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى الشارع . ومنعت قوات الأمن المتمركزة فى شارع عبدالخالق ثروت الذى يقع به مبنى نقابة الصحفيين خروج الصحفيين من نقابتهم . وأعلن الصحفيون والمتظاهرون اعتصاما مفتوحا على خلفية القبض على عدد كبير من الصحفيين بعد تظاهرهم اليوم. كما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن وعدد كبير من الناشطين فى شارع بولاق أبو العلا بالقاهرة. وفى السويس (شرق العاصمة المصرية) , قامت مجموعة من المحتجين بإلقاء قنابل المولوتوف على قسم شرطة الأربعين وبعض المكاتب الحكومية فى محاولة لإحراقها، كما أشعلوا إطارات السيارات أمام القسم. ورشق المتظاهرون الضباط والجنود بالحجارة.وترددت أنباء عن مقتل 4 على الأقل فى هذه المواجهات. وفى الأسكندرية ( 220 كيلو مترا شمال غرب القاهرة) , ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عشرات النشطاء أثناء توافدهم إلى منطقة المنشية ، للمشاركة فى المظاهرة التى دعوا إليها منذ صباح اليوم، وقد فرضت أجهزة الأمن حظر تجول على طريق البحر، ومنعت المارة من الوصول لميدان المنشية فى محاولة لإجهاض المظاهرة، وقد قرر النشطاء نقل مظاهراتهم إلى منطقة محطة الرمل فتعقبهم الأمن المركزى، فتوجهوا إلى منطقة مسجد القائد إبراهيم، لكن قوات الأمن وضعت لجان تفتيش وقامت باعتقال العشرات. ورفع المتظاهرون لافتات منها: "حد أدنى للأجور قبل ما الشعب يثور"، و”عايزين علاج كويس"، و"عايزين تعليم كويس"، كما رفع المتظاهرون أعلام مصر وأعلام تونس. وأعلن النشطاء استمرار المسيرات الحاشدة، مؤكدين أنهم سيطوفون جميع شوارع الإسكندرية حتى لو تم اعتقالهم جميعاً، مشيرين إلى أنهم سيبيتون فى الشارع احتجاجاً على لجوء الشرطة للعنف لفض المسيرات. وفى محافظة شمال سيناء , حاصر ألاف الشباب المحتجين مقري قسم شرطة الشيخ زويد ومباحث امن الدولة ، في حين تحاول العديد من السيارات المصفحة وسيارات مكافحة الشغب فض الحصار المباغت الذي قام به مئات الشبان الذين انهالوا بالحجارة على المقر الأمني وتزايدت أعدادهم وسمع دوى إطلاق رصاص حي بالقرب من أماكن الاحتجاج دون معرفة المصدر بينما تغطى سحابة كثيفة من الدخان الأسود السماء وسط وانقطاع مستمر للكهرباء . وأطلقت المدرعات وإفراد الأمن المركزي الغازات المسيلة للدموع ، بينما أصبح قسم الشرطة ومقر مباحث امن الدولة رهن الحصار ، ويقود كوادر من حزب التجمع مئات الشبان في احتجاجات الشوارع في ثاني أيام الغضب . وعززت مديرية امن شمال سيناء قوات مكافحة الشغب في الشيخ زويد بمدرعات إضافية من العريش ورفح لمحاولة تطويق المتظاهرين إلا إن محاولتهم باءت بالفشل حتى الآن وقالت مصادر أمنية إن قوات الأمن اعتقلت اليوم أكثر من 500 مواطنا فيما أشارت مصادر حقوقية إلى سقوط أكثر من 700 مصابا من المحتجين .