أمرت النيابة العامة المصرية، السبت 8 يناير 2011، بعرض جثة رجل يقول أهله انه تعرض للاعتقال والتعذيب حتى الموت على الطبيب الشرعي، وذلك بعد أيام من هجوم تفجيري على كنيسة قبطية في الاسكندرية. وألقي القبض على محمد سيد بلال (32 عاما) يوم الاربعاء بعد أن قتل مجهول بقنبلة 23 شخصا في الاول من يناير امام الكنيسة. وسلمت جثة بلال الى اسرته بعد يوم واحد، وقال شقيقه ابراهيم ان الجثة كانت عليها علامات تعذيب واثار حرق. وقال الاخ ان الاسرة قدمت بلاغا للنيابة العامة متهمة جهاز أمن الدولة بتعذيب بلال حتى الموت خلال التحقيق معه ومطالبة بالتحقيق في الواقعة. ورفضت وزارة الداخلية التعليق على هذا الموضوع. لكن النائب العام قال ل (رويترز) ان تحقيقا في مزاعم أسرة بلال يجري حاليا وانه امر بتشريح الجثة. وكان بلال أحد السلفيين الذي اعتقلتهم السلطات بأعداد كبيرة بعد التفجير. ويقول محللون ان حملة الاجراءات الصارمة التي تقوم بها الحكومة المصرية ضد الاصوات الاسلامية المعتدلة ربما يكون هو الذي أدى ببعض السلفيين الى التشدد. ولم تعلن السلطات رسميا عن علاقة بين تفجير الكنيسة واعتقال السلفيين واكتفت بالقول ان العديد من المواطنين يخضعون للتحقيق. ولم تتهم الحركة السلفية التي بدأت قبل عقود من قبل بالقيام بأعمال عنف في مصر وكانت تتمتع بتسامح السلطات معها. وقال ابراهيم بلال "بعد يوم واحد من اعتقاله تلقينا اتصالا من مستشفى قالوا فيه انه يعاني من هبوط حاد في الدورة الدموية. عندما وصلنا كان قد توفي وكان جسده يحمل علامات تعذيب وحروق". وقال المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام الاول لنيابات استئناف الاسكندرية ان أحدا لا يملك الدليل على ان بلال تعرض للتعذيب وقال "بدأنا التحقيق في هذه الادعاءات والنيابة أمرت بتشريح الجثة لكن لم يصلنا تقرير الطب الشرعي حتى الان". بينما قال أحد قادة الحركة السلفية في مصر بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته ان السلطات ألقت القبض على ما يقرب من 300 سلفي بعد الهجوم الذي وقع في الاسكندرية. وكانت الحركة قد استنكرت الهجوم في بيان اصدرته. وجاء الهجوم بعد شهرين من تهديد جماعة ذات صلات بالقاعدة في العراق باستهداف الكنائس القبطية في مصر متهمين المسيحيين المصريين باحتجاز سيدتين اعتنقتا الاسلام وهما متزوجتان من رجلي دين مسيحيين. ويمثل المسيحيون حوالي عشرة في المئة من سكان مصر ذات الاغلبية المسلمة. وأدى التفجير الى خروج مسيحيين في مظاهرات احتجاجا على نقص الحماية الامنية. واستنكرت مجموعة على موقع فيسبوك على الانترنت تحمل اسم "كلنا خالد سعيد" الهجوم على الكنيسة ودعت الى مسيرة صامتة.