انتهت الحرب الباردة بين الجارتين في العاصمة صحيفة (الجزيرة) وصحيفة (الرياض) وأخذت منحنى جديدا لتتحول إلى حرب ساخنة أشعل فتيلها بداية عدم حضور رئيس تحرير وقيادات صحيفة (الجزيرة) الحفل التكريمي الذي أقامته (الرياض) لنفسها بمناسبة حصولها على جائزة الإعلاميين الشباب العرب لأفضل صحيفة عربية, بعدها وردا على تجاهل (الجزيرة) لهذه المناسبة نشرت صحيفة (الرياض) صورة لرئيس تحرير (الجزيرة) نائب رئيس هيئة الصحفيين خالد المالك، خلال حفل تكريم وزارة الثقافة والإعلام للمتميزين من منسوبيها لهذا العام بتاريخ 28/12/2010 وهو في الصفوف الخلفية بين الحضور، حيث حضر المالك متأخرا وجلس بين الحضور في الصفوف الخلفية، الى أن لاحظ ذلك وزير الثقافة والإعلام وطالب بجلوس المالك بجانبه تقديرا لمكانته حيث أرسل وكيل الوزارة عبدالرحمن الهزاع لاستدعائه, وتم تصوير المالك في كلا الموقعين إلا أن الصورة التي نشرت في (الرياض) كانت هي الصورة الأولى التي تظهر المالك بين الصفوف المتأخرة وكتب على الصورة (جانب من الحضور). وحسب متابعين داخل (الجزيرة) ألمحوا ل (عناوين) أن ما حدث لم يكن مصادفة ولا يمكن قبوله من كل منسوبي (الجزيرة) ويؤكد الزملاء أنفسهم في (الجزيرة) أن موقفا آخر تلا هذا الموقف بثلاثة أيام يعزز هذا التحليل ويبعد فرضية المصادفة حيث تم حذف صورة رئيس تحرير (الجزيرة) نائب رئيس هيئة الصحفيين خالد المالك، الذي أدار محاضرة احتفائية بالدكتور محمد عبده يماني (يرحمه الله) وكان ضيفها معالي وزير الإعلام عبد العزيز خوجة في خميسية الشيخ حمد الجاسر، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والمفكرين ونشرت (الرياض) في عددها رقم 15530 وتاريخ 31/12/2010 خبرا مطولا عن المحاضرة مصحوبا بخمس صور جميعها تجنبت ظهور المالك، خصوصا أن الطاولة التي جلس أمامها ضيف الندوة (الوزير) والى جانبه مدير الندوة (المالك) لا يتجاوز عرضها مترا ونصفا بمعنى أنه لا بد من ظهور الضيف ومدير الندوة في أي صورة صحفية تلتقط للندوة، فصحيح أنه بإمكان الصحفي التقاط صورة طولية أو عرضية لا يظهر فيها إلا الوزير ولكن عرفا ومهنيا الأصح هو ظهور لقطة كاملة لطاولة الندوة إلا أن الصورة التي ظهرت في (الرياض) كان واضحا أن تم (قص) صورة المالك منها. وحول الموضوع نفسه تناقل بعض الإعلاميين عبر صفحات (الفيس بوك) عديدا من الطروحات التي تشير إلى انتهاء فترة الود المصطنع بين الجارتين حيث تساءل الإعلامي محمد الشقاء رئيس تحرير جوال منطقة الرياض عبر صفحته الإلكترونية قائلا ما نصه "رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز حفل الزميلة صحيفة (الرياض) بمناسبة تكريمها في ملتقى الإعلاميين العرب في الأردن".. هكذا كتبت صحيفة (الجزيرة) اليوم عن حفل صحيفة (الرياض) حيث تجاهلت عبارة "حصول ( الرياض) على جائزة أفضل صحيفة عربية لعام 2010.. كما أننا لم نشاهد رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك ونوابه المنصور وفهد العجلان والعتيق... لماذا؟! " فيما تساءل عديد من الإعلاميين في تعليقاتهم عن معايير الجائزة؟ شخصيات لجنة التحكيم؟ والصحف المنافسة التي اشتركت في هذه الجائزة وهل من بينها الصحف العريقة مثل الأهرام المصرية أو النهار اللبنانية؟ أو القبس الكويتية أو الجزيرة السعودية وتأهيل الجهة التي منحت الجائزة؟ ويرى البعض من الإعلاميين أن شرارة الحرب التي بدأت بطرق طبولها في الأساس تسبق أحداث حفل (الرياض) إلى يوم أن أعلنت صحيفة (الجزيرة) على صفحتها الأولى قبل عامين عن أرقام توزيعها والتي كسرت حاجز 160 ألف نسخة يوميا حسب التقرير الرسمي للشركة الوطنية الموحدة للتوزيع والتي أنهت جدل الصحيفة الأكثر توزيعا وطباعة فيما تحفظت صحيفة (الرياض) عن نشر أرقام التوزيع الحقيقية لها، كما رفضت نشر اعلان مدفوع الثمن تقدمت به صحيفة (الجزيرة) لنشر عدد نسخ التوزيع الخاصة بها، فضلا عن رفض (الرياض) قبول ترشيح هيئة الاتصالات ل (الجزيرة) كفائزة بالمركز الأول بين الصحف، و(الرياض) ثانيا لجائزة أفضل موقع إلكتروني قبل عامين والقيام بحملة ضد الهيئة. بعد ذلك شهدت العلاقة توترا جديدا عندما أعلنت صحيفة (الجزيرة) استغناءها عن الكاتب الصحافي (عبد الله بن بخيت) لينتقل كاتبا في الصحيفة المنافسة (الرياض) بنفس اسم العامود (يارا) في حين ودّع الكتاب مثل سعد الدوسري وناهد باشطح و يوسف المحيميد ومحمد علوان صحيفة (الرياض) وانتقلوا للكتابة المنتظمة عبر صفحات الجارة (الجزيرة) بعد أن كان هناك اتفاق بين الصحيفتين بعدم انتقال الكتاب والمحررين فيما بينهما. الوسط الإعلامي بات يتساءل عن مستوى التنافس بين قامتين إعلاميتين أمضيا 40 عاما من العلاقة المتوترة فهل يتحول التنافس خارج حدود الأعراف الصحفية؟ الصورة التي نشرتها (الرياض) ويظهر فيها المالك في الصفوف الخلفية مع الحضور في حفل وزارة الثقافة والإعلام
الصورة التي لم يظهر فيها خالد المالك رغم أنه هو مدير الندوة ولا يفصل بينه وبين الوزير سوى (شبرين)