نقل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الغارق في غيبوبة منذ حوالى 5 سنوات، الجمعة 12 نوفمبر 2010، من المستشفى الى مزرعته العائلية في جنوب اسرائيل، لفترة تجربة تتيح للأطباء التأكد ما اذا يمكن ان يتلقى العلاج في المنزل. وشاهد مراسل وكالة (فرانس برس) سيارة إسعاف تقل رئيس الوزراء السابق وهي تصل ظهرا الى مزرعة عائلة شارون قرب مدينة سديروت بالقرب من قطاع غزة. وقال شلومو نوي رئيس قسم الانعاش في مستشفى شيبا قرب تل ابيب حيث كان شارون يعالج انه من المفترض اعادته الى المستشفى الاحد. وتابع الطبيب كما نقلت عنه اذاعة الجيش الاسرائيلي ان عملية نقل شارون ستتكرر عدة مرات الى ان يتثبت الاطباء من انه يمكن ان يتلقى العلاج في منزله بطريقة دائمة. واوضح الدكتور نوي "انها عملية تدريجية حين يسمح مستشفى بخروج مريض مصاب بمرض مزمن لاعادته الى منزله. انها العملية الطبيعية التي نتحقق من خلالها من ملاءمة البيئة الطبية التي سيوضع فيها المريض بشكل دائم". وتابع ان ثلاث او اربع عمليات نقل موقتة الى المزرعة (لمدة 48 ساعة في كل واحدة منها) يشرف خلالها الطاقم الطبي على علاج ارييل شارون، ستكون لازمة قبل نقله بشكل دائم الى منزله. وشارون الذي يعتبر عنيفا او حتى "مجرم حرب" بنظر الفلسطينيين وخصوصا بسبب مجزرة صبرا وشاتيلا، وهما مخيما اللاجئين في بيروت حيث ارتكبت ميليشيات متحالفة مع اسرائيل مجازر في سبتمبر 1982 خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان، يغرق في غيبوبة مطولة منذ يناير 2006. وشارون المعروف بشخصيته القوية، حظي على مدى عقود بدعم اليمين القومي قبل ان يثير غضبهم عند قيامه بانسحاب احادي الجانب من قطاع غزة عام 2005، ما ترتب عليه اجلاء 8 آلاف مستوطن من 21 مستوطنة. واعاد ارييل شارون الذي كان احد دعائم حزب الليكود اليميني على مدى عدة عقود، رسم الخارطة السياسية في السنة نفسها عبر تأسيسه حزب كاديما الوسطى قبل ان يصاب بجلطة دماغية. وشارون المعروف بجرأته وطبعه الهجومي وبروح السخرية، ولد في فلسطين العام 1928 من أبوين من اصول بيلاروسية، ونشأ في قرية صغيرة في ظروف تقشف طغت عليها الخلافات المستمرة مع الفلسطينيين. وتطوع في الجيش الاسرائيلي وهو في 17 من عمره واصيب مرتين طوال سنوات خدمته التي عرف خلاله باساليبه المباشرة وعدم تردده في اختيار الحلول السريعة. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نقل شارون الى المستشفى جرى تحت اشراف (الشين بيت) جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي. وكانت المعدات الطبية المستخدمة لابقاء الجنرال شارون على قيد الحياة نقلت مؤخرا الى مزرعته الواقعة على مقربة من قطاع غزة بطلب من ابنيه جلعاد وعمري، وفق وسائل الاعلام الاسرائيلية. وكان شارون يحب قضاء الوقت في هذه المزرعة.