نقل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق اريئيل شارون سفاح صبرا وشاتيلا امس من مستشفى تل هشومير الى مزرعته في النقب، بعد نحو خمسة اعوام من الغيبوبة التامة إثر اصابته بجلطة دماغية حادة مطلع العام 2006. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية الجمعة ان شارون نقل الى مزرعته "هشكيم" تحت حراسة مشددة، حيث سيرقد في غرفة خاصة مجهزة بكافة المعدات الطبية اللازمة بما فيها أجهزة التنفس الصناعي، لفترة اختبارية لبضعة ايام ومن ثم يعاد نقله الى المستشفى. واذا ما انتهت هذه العملية الطبية بسلام وتبين ان بالامكان تقديم العلاج الطبي له في مزرعته فان الاطباء سيوصون بنقله الى مزرعته للبقاء فيها بشكل كامل. واشارت هذه المصادر الى نقل شارون إلى مزرعته ياتي "استجابة لرغبة ابنيه عمري وجلعاد، باعتبار أن هذه المزرعة المقامة على جزء من اراضي فلسطينالمحتلة عام 1948، من أحب الأماكن على قلب شارون لأن فيها قبر زوجته ليلي". وتحظر اسرائل على وسائل الاعلام التقاط صور لشارون وهو فاقد الوعي في المشفى " حفاظا على صورته في نظر الاجيال الإسرائيلية المتعاقبة التي تعتبره قدوة لها". وتعتبر إسرائيل هذا المجرم بطلا قوميا لدوره في الحروب الاسرائيلية والفظائع التي اقترفها بحق العرب وابرزها مجزرة صبرا وشاتيلا في العام 1982، والتي كرر فصولها في اجتياحات المناطق الفلسطينية خلال سنوات الانتفاضة الخمس الاولى وحتى مرضه. وكانت لجنة المالية في الكنيست الاسرائيلي ذكرت ان تكلفة علاج شارون تكلف ميزانية اسرائيل مليون وستمائة ألف شيكل سنويا. وقال الاستاذ الجامعي شلومو نوي مدير قسم إعادة التأهيل بمركز سبأ الطبي خارج تل ابيب الذي تلقى فيه شارون العلاج "اليوم في عام 2010 مطمح اي مريض ومطمحنا في المستشفى ان نضمن بقاء اي مريض في حالة مزمنة وسط أهله في منزله كلما أمكن." ولدى سؤاله عما اذا كان هناك اي احتمال بأن يتعافى شارون او يعود الى الحياة العامة مثلما يتصور بعض أنصاره قال نوي لراديو الجيش الاسرائيلي "من الواضح أن الهدف من وراء (نقله الى المنزل) هو الأمل في أن يتحسن وضعه." وأضاف "لكن التحسن الذي نتحدث عنه في هذه الحالات ليس تحسنا كبيرا أو هائلا."