دعا الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي، في رسالة بثت الاثنين 8 نوفمبر 2010، المسلمين الى قتل الاميركيين دون مشورة او فتوى، واصفا المعركة معهم بانها "مصيرية". كما شن المطلوب من قبل واشنطن وصنعاء هجوما على ايران، وقال انها تدير مشروعا "رافضيا فارسيا". وقال في رسالة مصورة بثت على الانترنت "لا تشاور احدا في قتل الامريكان، فقتال الشيطان لا يحتاج الى فتوى ولا يحتاج الى مشورة، هم حزب الشيطان وقتالهم هو فريضة الوقت". واذ اكد ان المعركة مع الاميركيين "مصيرية"، قال "وصلنا واياهم الى "اما نحن واما انتم"، نحن ضدان لا يجتمعان فهم يريدون امرا لا يقوم الا بزوالنا". وبرز اسم العولقي، الذي يعتقد انه يختبئ في جبال شبوة وسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبلية، العام الماضي بعد ان تبين انه كان على اتصال وثيق بالميجور نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الاميركي المتحدر من اصل فلسطيني، والمتهم باطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس، ما اسفر عن 13 قتيلا. ودعا العولقي، الذي يحمل ايضا الجنسية الاميركية، جميع المسلمين في صفوف الجيش الاميركي الى الاقتداء بما قام به نضال حسن. كما يعتقد ان العولقي كان على علاقة بمنفذ محاولة التفجير الفاشلة لطائرة اميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت في ديسمبر الماضي. الى ذلك، شن العولقي هجوما عنيفا على ايران متهما اياها بادارة مشروع "رافضي فارسي" في المنطقة. واذ اعتبر ان المنطقة تشهد صراعا بين الولاياتالمتحدة واسرائيل من جهة، وايران من جهة اخرى، قال العولقي في رسالته المصورة ومدتها حوالى 23 دقيقة "ما هو الا قليل حتى تنتزع ايران حصتها من الكعكة". واعتبر العولقي الذي ظهر في الشريط مرتديا الثوب اليمني التقليدي والجنبية (الخنجر) الشبوانية ان "القيادة الايرانية لا تعمل من اجل المشروع الاسلامي، وانما تعمل من اجل المشروع الرافضي الفارسي وستكون اول ضحايا ايران شعوب الخليج السنية". كما ندد ب "النفوذ الايراني" في اليمن على حد قوله، وقال ان ايران تنشر "عقيدة منحرفة دخيلة على اليمن". وتساءل "اين انتم يا علماء السنة فمنكم من يدعو الى طاعة ولاة الامر ولو كانوا روافض كما في العراق". وتساءل ايضا "ما هو برنامجكم لمقاومة المد الرافضي الذي يجتاح المنطقة من ايران الى اليمن". ودعا العولقي الى ضرورة تخلص المسلمين من "ولاة الامر" او الحكام، وقال ان دعوة الاسلام الى طاعة ولي الامر لا تنطبق عليهم لانهم لا يقومون بحماية الاسلام. وقال متوجها الى كل مسلم "فر من الحكام، لا تجالسهم، لا تفاوضهم، لا تأمل فيهم خيرا، لا ترجو منهم صلاحا". واضاف "هم لا يريدون خير الامة وانما هم مؤامرة عليها، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". ودعا الى السعي جاهدا "لازالتهم" والى ان يعرف المسلمون "بان الامة لا يمكن ان تتحرك شبرا الى الامام الا بازالتهم". وفي ابريل اعلن مسؤول اميركي ان ادارة اوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الاميركية الى انه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولاياتالمتحدة. والسبت، امرت محكمة البدايات اليمنية الجزائية المختصة بقضايا الارهاب ب "القبض القهري" على العولقي، واعتبرته فارا من العدالة اثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض على قتل اجانب، وذلك في اول دعوى قضائية ضده. وسبق ان اكدت صنعاء بلسان عدة مسؤولين انها لن تسلم العولقي الى الولاياتالمتحدة. والعولقي الذي لا ينتمي بالاساس الى تنظيم القاعدة بحسب المراقبين، اقتربت مواقفه من التنظيم خلال الفترة الاخيرة، وقد تبنى زعيم تنظيم قاعده الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي الامام الشاب في رسالة صوتية قبل اشهر. ومنذ محاولة تفجير الطائرة الاميركية في عملية تبناها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، بات اليمن يعد من النقاط الساخنة للمواجهة مع القاعدة. ويستفيد التنظيم في هذا البلد الفقير من عجز الدولة عن بسط سيطرتها على جميع اراضيها في ظل الخلافات القبلية مع الحكومة والحركة الانفصالية في الجنوب. وعاد هذا البلد الى الواجهة بقوة بعد اطلاق انذار عالمي في المطارات بسبب ضبط طردين مفخخين في دبي وبريطانيا نهاية الشهر الماضي، ارسلا من اليمن الى مركز عبادة يهودي في الولاياتالمتحدة. من جهة ثانية، تحاول ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما اقناع قاض أمريكي برفض دعوى قضائية مرفوعة ضد برنامجها لقتل او اعتقال مواطنين أمريكيين انضموا الى جماعات متشددة مثل القاعدة من بينهم أنور العولقي. وفي اختبار لسلطات الحرب التي يتمتع بها الرئيس الامريكي باراك أوباما طالب مركز الحقوق الدستورية والاتحاد الامريكي للحريات المدنية بوقف البرنامج واخضاعه للتدقيق العام لتحديد متى يمكن استهداف الامريكيين. ورفضت ادارة أوباما ان تعترف رسميا بوجود البرنامج وان صرح مسؤولون أمريكيون بأن وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي. اي.ايه) حصلت على الضوء الاخضر لاعتقال او قتل العولقي وهو مواطن أمريكي مختبئ في اليمن ارتبط اسمه بعدد من المؤامرات ضد الولاياتالمتحدة العام الماضي. ويستمع القاضي الامريكي جون بيتس خلال جلسة اجرائية الى الحيثيات التي يقدمها مركز الحقوق الدستورية واتحاد الحريات المدنية اللذان يريدان وقف البرنامج كما يستمع الى الرد المقدم من ادارة أوباما التي تريد ان يسقط القاضي الدعوى. ورفعت الجماعتان المدافعتان عن الحقوق الدعوى باسم والد العولقي الذي يريد ان يحمي ابنه لكنهما يقولان أيضا ان القضية تتعلق بسلطة الرئيس الامريكي في استخدام قوة قاتلة والحدود المفروضة على هذه السلطة. وحثت وزارة العدل الامريكية القاضي على عدم التدخل في قرارات الرئيس الامريكي بشأن أفضل الطرق لحماية البلاد. وتقول الحكومة أيضا ان العولقي من حقه ان يظهر في المحكمة ويدافع عن نفسه ومن ثم لا يحق للوالد ان يرفع الدعوى. وقال جميل جعفر محامي الاتحاد الامريكي للحريات المدنية لرويترز "اذا قبلنا المنطق الذي تسوقه الحكومة في هذه القضية فسيكون من سلطة الرئيس المطلقة ان يأمر باغتيال اي أمريكي يدمغه بانه عدو الدولة." ويقول مسؤولون أمريكيون ان العولقي يلعب دورا قياديا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي اعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات الاخيرة. وتتمسك الادارة الامريكية ايضا بحقها في حماية اسرار الدولة مطالبة باسقاط الدعوى لانها قد تضر بالامن القومي اذا كشفت بعض المعلومات المتعلقة بتنظيم القاعدة او القاعدة في جزيرة العرب او العولقي.