أكد كبير المساعدين الفنيين في مختبر الدم التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أسامة أبو بكر محمد إن المستوى الطبيعي لنسبة الهيموغلوبين في الدم تكون بين 12.5 و 18 غير إنه يحذر من بلوغها الحد الأعلى. وأوضح أسامة في حديثه ل (عناوين) إن قرب نسبة الحديد في دم الفرد من 18 نذير خطر على المرء أن ينتبه له، فقد يكون عرضة لتجلط الدم في الشرايين. ولتجنب ذلك يقول أسامة "هناك إجراء بسيط ننصح به كلما اقتربت نسبة الحديد من الحد الأعلى وهو التبرع بالدم، فالتبرع يدفع الجسم إلى إنتاج دم جديد وبالتالي ترتفع سيولة الدم ويبتعد بإذن الله خطر التجلط". ويضيف "ألا يلجأ بعض الناس لأخذ كبسولات الأسبرين للعمل على سيولة الدم والحيولة بإذن الله دون تجلطة، ولدينا أسلوب آخر لتجنب التجلط يجمع بين العمل الإنساني والطبي في نفس الوقت وهو التبرع ففيه عمل إنساني يفيد من يحتاج إلى بعض مكونات الدم، وهو في الوقت نفسه إجراء طبي يعمل على رفع سيولة الدم وبالتالي الابتعاد عن خطر التجلط". يقول أسامة: "ننصح دوما الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض مزمنة ويقع في الفئة العمرية بين 18 - 60 عاما بأن يتبرع بدمه كل 56 يوما"، مؤكدا أن الجسم يعوض ما يتبرع به من الدم خلال فترة ال 56 يوما، بحيث يكون مهيئا للتبرع من جديد. وأفاد أسامة أبو بكر " لا ننصح بالتبرع بالدم كل من يشعر أن جسسمه غير مؤهل صحيا للتبرع ، بمعنى أنه يعاني من أمراض أو مشكلات صحية ، ولهذا فلابد للراغب في التبرع بدمه أن يصرح بكل شئ يتصل بصحته للفنيين القائمين على بنوك الدم". ويضيف "طبيا كل شخص سليم يستطيع التبرع بدمه كل 56 يوما، بشرط أن تكون نسبة الحديد لديه في المستوى المطلوب بمعنى أن يكون الهيموجلوبين أو قوة الدم في مستوى يتراوح بين 5ر12 إلى 18 ". وعن الاجراءات الأولية قبل عملية التبرع بالدم أفاد أسامة أبو بكر أن أهم شئ قبل سحب الدم التأكد من أن الراغب في التبرع يحمل هويته الوطنية أو إقامته النظامية، حيث يتم التأكد أن عمره لا يقل عن 18 عاما، وأن يكون قد أكل وجبة جيدة ونام لمدة لا تقل عن سبع ساعات، ثم يجيب عن أسئلة معينة تؤشر للوضع الصحي المبدئي للراغب في التبرع بدمه. وتابع أن من ضمن الفحوصات الأولية التي تجرى هو الوزن بحيث لا يقل عن 55 كيلو جرام وأعلى، وأن يكون العمر بين ثمانية عشر وستين عاما، وأن يكون الضغط في مستوى 95 / 180 ، ونبض القلب من 50 إلى 100 ودرجة الحرارة لا تتعدى 5ر37 ونسبة الحديد من 5ر12 إلى 18 وكلها أمور أولية يقرر بناء عليها الممرض ما إذا كان هذا الشخص مؤهل للتبرع أم غير لائق للتبرع. ويتابع بعد سحب الدم تبدأ مرحلة من الاختبارات على دم المتبرع للكشف عن أمراض فيروسية مثل: الأيدز، الزهري، السيلان، الالتهاب الكبدي بكل أنوعه A,B,C والملاريا. ويطلب من المتبرع نفسه أن يراجع المختبر للحصول على النتائج بعد أسبوع من سحب الدم، فإذا كانت النتائج سليمة تماما يعطى كرت تبرع يحمل إسمه ورقم الحاسب الآلي وإثبات الهوية أو الاقامة ويكون فيه فصيلة الدم وعدد مرات تبرعه بالدم. وأفاد أنه وفق ستاندرد عالمي فإن كمية الدم التي تسحب من المتبرع لا تزيد عن 450 مليلتر، لأن مادة منع التخثر الموجودة في كل كيس تبرع وضعت بحيث تناسب هذه الكمية، كما أن جسم الإنسان يستطيع تعويض هذه الكمية خلال 56 يوما من التبرع. وأضاف أن الدم يحفظ في درجة حرارة من 20 إلى 24 درجة مئوية وخلال هذه الفترة يسلم للمختبر يتم خلاله تسليم الدم إلى قسم فصل المكونات وهي: كريات دم حمراء، صفائح، وبلازما وكل مكون من هذه المكونات له صلاحية معينة ودرجة حرارة معينة. وقال كبير المساعدين الفنيين في بنك الدم التابع بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث:"هناك اعتقاد شائع لدى كثير من الناس أن الدم يعطى للمحتاج للدم دفعة واحدة وهذه فكرة غير صحيحة، ذلك أن كل مريض قد يكون محتاجا لأحد مكونات الدم إما كريات دم حمراء أو صفائح أو بلازما، ولا يكون محتاجا لها كلها فيعطى المكون الذي يحتاج إليه فيما تعطى مكونات أخرى لمرضى آحرين، شارحا أن كل كيس دم قد يذهب إلى عدد من المحتاجين كل منهم يكون محتاجا إلى أحد مكونات الدم. وأبان أن هناك معلومة أخرى لا يعرفها كثير من الناس وهي أن عدد الدقائق التي يستغرقها سحب الدم مهمة جدا فإذا زاد الوقت عن عشر دقائق إنعدمت الاستفادة من عنصر "الصفائح الدموية"، فالصفائح تتلف إذا زاد وقت سحب الدم عن عشر دقائق، مبينا أن هذا الوقت يعتمد على صحة الإنسان وقوة تدفق الدم من جسمه أثناء سحب الدم.