ردت مصر على اسرائيل يوم الاربعاء لتشكيكها في التزامها بالحد من الانتشار النووي مما يشير الى وجود توتر بين اسرائيل والدول العربية خلال اجتماع سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي بيان جاف على غير العادة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال مندوب مصري للجمعية العمومية التي تضم 151 دولة ان مندوب اسرائيل وضح " المعنى التام لكلمة شوتسباه" وهي كلمة باللغة اليديشية تستخدم أيضا في الانجليزية بمعنى الجرأة أو الوقاحة. وقال علي عمر سري باللغة الانجليزية "بخلاف اسرائيل التي عرف عنها أنها لا تقدم أكثر من الكلام من أجل تحقيق هدف الوصول الى شرق أوسط خال من الاسلحة النووية فان جهود مصر الدؤوبة.. موثقة بصورة جيدة." وقدمت الدول العربية مشروع قرار أمام الوكالة يدعو اسرائيل وهي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط خارج اطار معاهدة الحد من الانتشار النووي للانضمام الى المعاهدة وأن تخضع المنشآت النووية الاسرائيلية لاشراف الوكالة. وتقول الولاياتالمتحدة ان هذه الدعوة العربية يمكن أن تقوض مؤتمرا اقترحته مصر يعقد عام 2012 يهدف لان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. ودعت الى سحب هذا الاقتراح. كما حذرت من أن الدعوة توجه رسالة "سلبية" الى عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وتقول اسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة التي لديها ترسانة نووية في الشرق الاوسط انها لن تأخذ في الاعتبار الانضمام الى المعاهدة قبل الوصول لسلام شامل في الشرق الاوسط. واذا ما وقعت اسرائيل على المعاهدة فسيتعين عليها أن تفصح عما لديها من أسلحة نووية. وتقول الدول العربية انه لا يمكن أن يقوم سلام في الشرق الاوسط قبل أن تتخلى اسرائيل عن الاسلحة النووية. ولم تؤكد اسرائيل ولم تنف قط امتلاكها لاسلحة نووية في سياق سياسة غموض تهدف لردع خصومها من دول عربية واسلامية. وأدان مسؤول اسرائيلي رفيع يوم الثلاثاء ما سماها "جهودا متواصلة ذات دوافع خبيثة من أجل عزل دولة اسرائيل وادانتها." وذلك خلال خطاب أمام الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقدة في فيينا. وقال شاؤول تشوريف المدير العام لهيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية أيضا ان مصر التي تشارك في رعاية مشروع القرار غير الملزم "لا بد أن تكون قد فقدت اهتمامها بتحويل الشرق الاوسط الى منطقة خالية من الاسلحة النووية." وأضاف أن "مشروع القرار المقترح لا يتماشى مع المبادئ الاساسية وأعراف القانون الدولي". ورد سري يوم الأربعاء قائلا ان اسرائيل اختارت "أن تعزل نفسها" بسبب رفضها لمعاهدة الحد من الانتشار. وبالاضافة الى اسرائيل فان الهند وباكستان وكوريا الشمالية ليست أعضاء في المعاهدة. وقال سري "بالاضافة الى محاولات اسرائيل الواهية للتشكيك في التزام مصر الثابت بنزع الاسلحة النووية والحد من الانتشار النووي فان الهدف الوحيد من التصريحات التي أدلى بها ممثل اسرائيل هو أن يظهر لهذه المؤسسة المعنى التام لكلمة وقاحة." وتعتبر إسرائيل إيران وسوريا التهديد النووي الرئيسي. وتنفي الحليفتان طهران ودمشق وجود برامج للتسلح النووي لديهما وهما تخضعها لعمليات تفتيش تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ودعا ممثل سوريا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول لتأييد مشروع القرار المتعلق بإسرائيل في تصويت من المتوقع إجراؤه في وقت لاحق هذا الأسبوع. ولم يحصل نص مشابه على تأييد كبير في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اجتمعت العام الماضي. واضاف بسام صباغ إن القرار رسالة واضحة تعبر عن القلق والمخاوف من جانب قطاع كبير من المجتمع الدولي بشأن قدرات إسرائيل النووية.