انتقدت الخارجية السعودية انحياز الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصالح إسرائيل، وطالبتها بمراجعة مواقفها في التعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك على لسان وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الدولية المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير الذي أكد في تصريح إلى "الوطن" أن "الدول العربية تطالب الوكالة بتطبيق التزامات دولية، وأنه من مهام ومسؤولية وكالة الطاقة الذرية التطبيق الشامل لبرامجها، وبالتالي كنا نتوقع منها أن تقوم بدور فعال في هذا الجانب، لكن نأمل أن تعيد النظر فيما يخدم مصلحة المنطقة"، مشيراً إلى أن "تحقيق السلام والأمن في المنطقة لا يتحقق بحيازة الأسلحة النووية أو السعي نحو حصولها؛ بل من خلال إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ويجب أن تكون جهود الوكالة منصبة على ذلك، وإجبار إسرائيل على الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع منشآتها النووية للتفتيش". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفضت بفارق قليل في الأصوات مشروع قرار يدعو إسرائيل للتوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي، في سبتمبر من العام الماضي، بعد أن صوتت 51 دولة ضد مشروع القرار الذي قدمته الدول العربية، مقابل 46 لصالحه خلال الاجتماع السنوي للوكالة في فيينا، فيما امتنع 23 عضوا في الوكالة عن الإدلاء بأصواتهم. وقد شهد مشروع القرار معارضة من الدول الغربية خلال اجتماعات الجمعية العامة التمهيدية لعملية التصويت، وجاء من ضمن التعليقات الواردة في مذكرة الدول الأعضاء تخوف بعضها من تأثيرات عملية التصويت على عملية السلام العربية الإسرائيلية من جانب، وتأثيره على مؤتمر يخطط لانعقاده العام المقبل لطرح فكرة شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، فيما بذلت حكومة أوباما جهودها مع المجموعة العربية ومجلس حكام الوكالة للعدول عن هذا القرار. وكانت الدول العربية قد نجحت عام 2009 من المصادقة بفارق ضئيل على أول قرار غير ملزم يدعو إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي كونها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وقد وقعت 189 دولة على معاهدة الحد من الانتشار النووي التي دخلت حيز التطبيق عام 1970، وترفض كل من إسرائيل والهند وباكستان التوقيع عليها، وإذا ما أجبرت إسرائيل على التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فستكون مجبرة على الكشف عن حقيقة برنامجها النووي، وتقول الدول العربية إن السلام الحقيقي غير ممكن التحقق في منطقة الشرق الأوسط، حتى تتخلى إسرائيل عن الأسلحة النووية.