وجهت الجمعية العمومية لحزب الوفد المصري المعارض، ضربةً لدعوة المقاطعة التي أطلقها المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة محمد البرادعي، إثر موافقتها الجمعة 17 سبتمبر 2010، على الاشتراك في انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وأعلنت اللجنة المشرفة على استفتاء أجري اليوم في مقر الحزب أن 504 أعضاء وافقوا على الاشتراك في الانتخابات التي ستجرى أواخر العام الحالي مقابل 407 أيدوا المقاطعة، بحسب (رويترز). وشارك في الاقتراع 923 عضوا وبلغ عدد الاصوات الباطلة 12، وكان من حق 1757 عضوا في الجمعية العمومية الاقتراع. وتتكون الجمعية من أعضاء الهيئة العليا للحزب ولجانه المختلفة في القاهرة والمحافظات. وكان حزب الوفد من بين 4 أحزاب طالبت الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بضمانات لنزاهة الانتخابات؛ لكن الحزب الوطني قال ان الضمانات متوافرة في وجود اللجنة العليا المكونة بحكم القانون للاشراف على الانتخابات وكذلك وجود اشراف قضائي جزئي. وقال البرادعي الذي عاد الى مصر للعمل بالسياسة في فبراير بعد 12 عاما قضاها مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان على الجماعات والاحزاب السياسية مقاطعة الانتخابات الا اذا قدمت الحكومة ضمانات لنزاهتها. ويطالب البرادعي وسياسيون معارضون اخرون باشراف قضائي كامل واشراف دولي على الاقتراع وانهاء حالة الطوارئ القائمة في البلاد منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981. وقال البرادعي انه مستعد لخوض انتخابات الرئاسة التي ستجرى العام المقبل اذا توافرت تلك الضمانات بجانب ازالة قيود على ترشيح المستقلين للمنصب. وقال رئيس حزب الوفد السيد البدوي شحاتة بعد اعلان النتيجة ان الحزب "مستعد بقوة لخوض المعركة الانتخابية المقبلة". وفاز حزب الوفد وهو حزب ليبرالي بستة مقاعد في مجلس الشعب في انتخابات عام 2005 وانضم اليه منذ ذلك الوقت خمسة من أعضاء المجلس المكون من 454 مقعدا. ويطالب معارضون باجراء الانتخابات التشريعية بالقائمة النسبية ضمانا لحصول أحزابهم على عدد كبير من المقاعد في مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الحزب الوطني. وقال السكرتير العام لحزب الوفد منير فخري عبد النور خلال الاقتراع " المقاطعة ستبعد الحزب عن المسرح السياسي لمدة خمس سنوات". وأضاف "المشاركة هي قبول بالنظام الانتخابي الحالي الذي لا نوافق عليه. نطالب باجراء الانتخابات بالقائمة النسبية". وقال مراقبون ان أعضاء لجان الحزب في المحافظات رجحوا كفة الموافقة على الاشتراك في الانتخابات بسبب احتياج قواعد الحزب لوجود أعضاء عنه في مجلس الشعب يمكنهم تيسير خدمات بسيطة للسكان مثل شق طرق أو توفير مياه شرب نقية أو الحاق أشخاص بأعمال أو الحصول من الحكومة على نفقات علاج. وتعزز موافقة حزب الوفد موقف جماعة الاخوان المسلمين التي كانت متجهة للمشاركة في الانتخابات. وكانت الجماعة قالت انها ستقاطع الانتخابات اذا قاطعتها مختلف الاحزاب والجماعات السياسية. وشغلت الجماعة نحو خمس مقاعد مجلس الشعب في انتخابات عام 2005 وبرزت كأقوى قوة سياسية معارضة في مصر خلال نحو نصف قرن. ويخوض أعضاء الجماعة الانتخابات كمستقلين تفاديا لحظر مفروض عليها منذ محاولة نسبت اليها لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لكن السلطات تتسامح معها في حدود.