القاهرة - رويترز - وافقت الجمعية العمومية لحزب الوفد المصري المعارض على الاشتراك في انتخابات مجلس الشعب المقبلة موجهة ضربة لدعوة للمقاطعة اطلقها المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة محمد البرادعي. وأعلنت اللجنة المشرفة على استفتاء أجري اليوم الجمعة بمقر الحزب أن 504 أعضاء وافقوا على الاشتراك في الانتخابات التي ستجرى أواخر العام الحالي مقابل 407 أيدوا المقاطعة. شارك في الاقتراع 923 عضوا وبلغ عدد الاصوات الباطلة 12 . وكان من حق 1757 عضوا في الجمعية العمومية الاقتراع. وتتكون الجمعية من أعضاء الهيئة العليا للحزب ولجانه المختلفة في القاهرة والمحافظات. وكان حزب الوفد من بين أربعة أحزاب طالبت الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بضمانات لنزاهة الانتخابات لكن الحزب الوطني قال إن الضمانات متوافرة في وجود اللجنة العليا المكونة بحكم القانون للإشراف على الانتخابات وكذلك وجود اشراف قضائي جزئي. وقال البرادعي الذي عاد إلى مصر للعمل بالسياسة في فبراير شباط الماضي بعد 12 عاما قضاها مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا إن على الجماعات والأحزاب السياسية مقاطعة الانتخابات إلا إذا قدمت الحكومة ضمانات لنزاهتها. ويطالب البرادعي وسياسيون معارضون آخرون بإشراف قضائي كامل وإشراف دولي على الاقتراع وإنهاء حالة الطواريء القائمة في البلاد منذ اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين إسلاميين عام 1981. وقال البرادعي إنه مستعد لخوض انتخابات الرئاسة التي ستجرى العام المقبل إذا توافرت تلك الضمانات بجانب إزالة قيود على ترشيح المستقلين للمنصب. وقال السيد البدوي شحاتة رئيس حزب الوفد بعد إعلان النتيجة إن الحزب "مستعد بقوة لخوض المعركة الانتخابية المقبلة." وفاز حزب الوفد وهو حزب ليبرالي بستة مقاعد في مجلس الشعب في انتخابات عام 2005 وانضم إليه منذ ذلك الوقت خمسة من أعضاء المجلس المكون من 454 مقعدا. ويطالب معارضون بإجراء الانتخابات التشريعية بالقائمة النسبية ضمانا لحصول أحزابهم على عدد كبير من المقاعد في مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الحزب الوطني. وقال السكرتير العام لحزب الوفد منير فخري عبد النور خلال الاقتراع " المقاطعة ستبعد الحزب عن المسرح السياسي لمدة خمس سنوات." وأضاف "المشاركة هي قبول بالنظام الانتخابي الحالي الذي لا نوافق عليه. نطالب بإجراء الانتخابات بالقائمة النسبية." وقال مراقبون إن أعضاء لجان الحزب في المحافظات رجحوا كفة الموافقة على الاشتراك في الانتخابات بسبب احتياج قواعد الحزب لوجود أعضاء عنه في مجلس الشعب يمكنهم تيسير خدمات بسيطة للسكان مثل شق طرق أو توفير مياه شرب نقية أو إلحاق أشخاص بأعمال أو الحصول من الحكومة على نفقات علاج. وتعزز موافقة حزب الوفد موقف جماعة الإخوان المسلمين التي كانت متجهة للمشاركة في الانتخابات. وكانت الجماعة قالت إنها ستقاطع الانتخابات إذا قاطعتها مختلف الأحزاب والجماعات السياسية. وشغلت الجماعة نحو خمس مقاعد مجلس الشعب في انتخابات عام 2005 وبرزت كأقوى قوة سياسية معارضة في مصر خلال نحو نصف قرن. ويخوض أعضاء الجماعة الانتخابات كمستقلين تفاديا لحظر مفروض عليها منذ محاولة نسبت إليها لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لكن السلطات تتسامح معها في حدود.