أطلق ناشطون نهاية الاسبوع الماضي حملة ملصقات تعرب عن الدعم رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان للترشح للرئاسة العام القادم فيما يبدو انها خطوة للتصدي لما يعتبرونه حملة نجل الرئيس حسني مبارك ليكون الزعيم القادم للبلاد. وذكرت وكالة رويترز السبت 4 سبتمبر 2010 انه خلال ساعات من وضع الملصقات على جسور وجدران في شوارع القاهرة سرعان ما تم وقف تغطية الحملة على الانترنت بدون تفسير وهو تحرك ارجعه خبير نشر الى جهود رسمية لمنع انتشار الحملة. وفي بيان صدر على الانترنت ولكن سحب في وقت لاحق ناشد ناشطون مجهولون مؤيدون لسليمان "جيش مصر الشريف" انقاذ البلاد من "عار ومهانة مشروع التوريث الذي يسعى الى تحقيقه نجل الرئيس"، وقالوا ان السبيل الوحيد للتعامل مع مشروع التوريث لجمال مبارك وأعوانه من رجال الاعمال هو ان يتولى عمر سليمان حكومة انتقالية. ويعتقد محللون منذ فترة طويلة ان سليمان المعروف بانه صديق مقرب لعائلة مبارك مرشح محتمل للرئاسة لكنه لم يعبر قط عن اي رغبة للترشح للمنصب. ولم يقل مبارك (82 عاما) والذي يتولى السلطة منذ عام 1981 ما اذا كان سيسعى للفوز بفترة ولاية سادسة عام 2011 أم لا. وكسا الناشطون وسط القاهرة وحي المعادي الراقي بملصقات مؤيدة لعمر سليمان وهو يرتدي نظارة ويوجه التحية بيده اليمنى. وكتب على الملصقات شعار "البديل الحقيقي عمر سليمان رئيسا للجمهورية"، وأطلقت الحملة في الشوارع مساء الخميس 2سبتمبر 2010 بينما كان الرئيس ونجله وسليمان في واشنطن لحضور اطلاق محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال محللون السياسيون ان توقيت وضع هذه الملصقات له مغزى للدلالة على توجه جديد من الرأي العام بينما يكون مبارك خارج مصر مضيفا ان من المرجح ان تلفت الحملة انتباه واشنطن اثناء وجود سليمان هناك. وخدم سليمان وهو من مواليد 1936 في الجيش قبل ان يصبح رئيسا لجهاز المخابرات المصري عام 1993 ويتمتع سليمان بتأثير كبير في الشؤون الداخلية للبلاد. ونشرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة تقريرا بموقعها على الانترنت عن حملة سليمان لكن التقرير رفع بعد ذلك من الموقع بدون تفسير. وسليمان الذي يعد واحدا من اكثر رجال المخابرات نفوذا في العالم ويقول المحللون ان الرقابة تهدف الى منع الحملة في اشارة الى ولائه لمبارك وعائلته. وقال بعض الكاتب السياسيون انه لا يوجد تنافس بين سليمان ونجل مبارك، وقال ان سليمان سيتولى السلطة فقط نزولا على رغبة مبارك مضيفا ان سليمان ينظر اليه على انه واحد من اكثر المسؤولين الذين يحظون بثقة الرئيس. وسليمان ليس عضوا بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وينسب اليه الفضل في انقاذ حياة مبارك من محاولة اغتيال نفذها اسلاميون عام 1995 في اديس ابابا.