عبّرت سيدة أعمال سويسرية عن دهشتها تجاه إهمال البرج التجاري في الجانب السعودي من جسر الملك فهد الذي يربط شرق السعودية بمملكة البحرين، وعبرت أيضا عن حزنها إزاء تردي الخدمات فيه التي وقفت عليها, عندما اضطرها الزحام وهي في طريق المغادرة إلى مملكة البحرين إلى اللجوء للمطعم في أعلى البرج، الذي وصفته تصنيفات عالمية ب (المعلم). وقالت سيدة الأعمال السويسرية (أيفليني كيبك) التي التقتها (عناوين) خلال جولتها الاستطلاعية: "إن البرج التجاري يحظى بتصميم رائع ويعكس من الخارج تفوقا في ذوق من وقفوا خلف تصميمه"، معتبرة إياه إحدى عجائب الدنيا المعمارية. وقال أحد العاملين في البرج ل (عناوين): "الناس هجروا البرج بعد سنوات قليلة من افتتاح الجسر قبل أكثر من عقدين من الزمان". مبينا أن كثيرا من الزوار في السنوات ال 5 الأخيرة باتوا يشبّهونه بالمصيدة, كونه جذابا من الخارج، فيما يصفون داخله ب (الخدعة). وعبر ل (عناوين) أكثر من 30 مسافرا عن أسفهم لمجرد التفكير في زيارة البرج، ولقضائهم وقتا لا يعد ممتعا بالنسبة لهم، لرداءة المكان, وسوء الروائح التي تملؤه. فيما قال آخرون: إنهم استمتعوا بالمشاهد العلوية التي أتاحت لهم النظر إلى مشهد الجزيرة وأجزاء من البحر، فضلا عن جمال الزوايا التي التقطوا من خلاها صورا تذكارية لهم. وقال محمد حنيف وهو أحد مقدمي الخدمة في مطعم الجسر ل(عناوين): إن عدد الزبائن يتجه إلى التضاؤل عاما بعد عام، إذ يبلغ الآن إيراد المطعم نحو 400 ريال في اليوم الواحد, ويرتفع في يومي الخميس والجمعة إلى 700 ريال. وأضاف: أن الزبائن الذين يزورون مطعم البرج لا يعودون إليه ثانية.
ورصدت (عناوين) تصرفات الزبائن داخل البرج، إذ تشابهت الانطباعات والسلوكيات بين أغلبيتهم, فكانت السخرية المفرطة تجاه كل ما يحتويه المطعم عاملا مشتركا بين نحو 90% من مرتادي المكان, فيما ذهب الشباب إلى كتابة ذكرياتهم على الجدران وفي داخل المصاعد، مع بعض العبارات التي ترجمت انطباعاتهم عنه؛ وهو ما قال عنه بعض المواطنين الذين تواجدوا في البرج: إنه "أمر مخجل" كون (الشخبطات الجدارية) الملوثة بصريا -على حد وصفهم- آخر ما يشاهده المغادر للمملكة من الزائرين للبرج, وهو ما من شأنه أن يترك أثرا سيئا عن المملكة لدى زوارها الأجانب. وتبدو علامات الملل واضحة على محيّا العاملين في المطعم وأغلبيتهم من الجنسية (البنغالية), كونهم يقضون أغلب الوقت دون عمل. وقال مصدر مطلع في المؤسسة العامة لجسر الملك فهد (تحتفظ عناوين باسمه): إن مشغل البرج لا يزال هو نفسه منذ افتتاح الجسر قبل أكثر من 20 عاما، وإن إدارة المؤسسة لم تلتفت بشكل جاد إلى انتشال البرج من الإهمال الذي يواجهه, مبينا أن الهيئة العليا للسياحة لم تجري أية اتصالات مع المؤسسة العامة لجسر الملك فهد بهدف استغلاله ضمن خططها في التنشيط السياحي. ويتيح البرج لزوّاره فرصة مشاهدة عرض البحر وأجزاء من السواحل الغربية من مملكة البحرين, وأجزاء من السواحل الشرقية للسعودية، كونه يقع في جانب من جزيرة الجسر البحري وتبعد عن طرف اليابسة السعودية بنحو 30 كم و20 كم من طرف اليابسة البحرينية. ويعد جسر الملك فهد أطول الجسور في منطقة الشرق الأوسط وأكثرها تكلفة, إذ بلغت تكاليف إنشائه بين عامي 1982 و1989م نحو 3 مليارات ريال سعودي، ويصنف كأحد أهم المنجزات المعمارية في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب موقع (ويكيبيديا) التوثيقي, فإن فكرة جسر الملك فهد تعود للعام 1965ميلادية, عندما أبدى الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة خلال استقبال الملك فيصل بن عبد العزيز له في المنطقة الشرقية رغبته بربط السعودية بالبحرين, لتأتي أثناءها موافقة الملك فيصل وأوامره بتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لدراسة إمكانية تنفيذ مشروع جسر يربط بين البلدين، فكانت تلك بداية أضخم مشروع ربط بين دولتين في التاريخ الحديث، لتستغرق الدراسة 25 عاما, إلى أن بدئ بالتنفيذ فعلا في أواخر سبتمبر عام 1981ميلادية. وبحسب مراقبين, فإن جسر الملك فهد يعد من أهم المنافذ على مستوى دول الخليج من حيث كثرة المسافرين, إذ بلغ عدد المسافرين منذ افتتاح الجسر حتى نهاية العام الميلادي 2006م 137 مليون مسافر بمعدل يومي بلغ 18.658مسافرا للاتجاهين, فيما بلغ المعدل اليومي خلال الثلاث السنوات الأخيرة 36.927مسافراً يومياً للاتجاهين. وباعتبار العام الميلادي 2006م يتم للجسر منذ افتتاحه 20عاماً, فقد تطورت الخدمات المساندة واللوجستية ليصل عدد المركبات التي عبرت بوابات الرسوم خلال العام 2006م 6.528.265مركبة بمعدل يومي 17.886مركبة بنسبة زيادة عن العام 2005م قدرها 13%. أما عدد المسافرين في العام نفسه, فقد بلغ 14.985.691مسافراً, أي بمعدل يومي 41.057مسافرا يومياً بنسبة تغير بلغت 9%. وقد سجل شهر فبراير 2007 أعلى عدد مسافرين, حيث وصل المعدل اليومي إلى 45.965مسافراً يومياً للاتجاهين بسبب مصادفة إجازة نصف العام الدراسي للدولتين.