زعم سكرتير مجلس صيانة الدستور الإيراني أحمد جنتي أن الله هو الذي اختار خامنئي لقيادة إيران بعد وفاة مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية عام 1988، مدعيا أن الله حول إليه مهمة الحفاظ على الثورة الإيرانية وديمومتها. وفي مقابلة مع "العربية.نت"، نشرتها الأربعاء 28 يوليو 2010، حمّل المعارض أحمد قابل الذي أطلق سراحه مؤخرا من السجن، المرشد الإيراني الأعلى "مسؤولية ما يحدث في البلاد". وكان جنتي يتحدث مساء الثلاثاء 27 يوليو 2010، في مراسم أقيمت بمناسبة مولد "المهدي المنتظر"، بحسب المذهب الإمامي في مسجد جمكران بمدينة قم قائلا: "منذ أن استلم آية الله خامنئي القيادة قبل 21 عاما انطلقت فتن داخلية وخارجية كثيرة ضده" إلا أن جنتي وصف المرشد الإيراني الأعلى أنه "ذخر لأيام الضيق" ويحمل "مهمة إلهية" على حد قوله. وردا على الذين ينفون وجود المهدي المنتظر، قال جنتي أنه يعرف "اشخاصا التقوا بإمام الزمان (المهدي المنتظر) وأحدهم يدعى ميرجهاني حيث التقيت به أنا شخصيا". يذكر بأن المسجد الذي كان يتحدث فيه جنتي بمناسبة يوم مولد المهدي المنتظر يحتوي على بئر يرمي فيه الأتباع طلباتهم مكتوبة على ورقة، اعتقادا منهم بأن "الإمام الغائب" سيلبي هذه الطلبات. وهناك مراعاة حكومية خاصة لهذا المسجد في إيران. وتأتي تصريحات آية الله جنتي البالغ من العمر 84 عاما، بعيد تعيينه من قبل المرشد الإيراني الأعلى مؤخرا لرئاسة مجلس صيانة الدستور لدورة جديدة. وقال أحمد قابل ل"لعربية.نت "ان السياسات التي تطبق في البلاد من قبيل أساليب التعامل مع المعارضين السياسيين تتم دون أدنى شك طبقا لتعليماته". وأضاف قابل أن أحد المراجع في قم، لم يكشف عن هويته قال له إنه طلب من خامنئي إيقاف الاعتقالات والمحاكمات الغريبة مؤكدا أن القوائم التي تحمل أسماء المعتقلين موقعة من قبل المرشد نفسه. واستطرد يقول "إن المرشد يتدخل في كافة قضايا البلاد وهو يسيطر على كل شيء ولا يسمح للآخرين بالاستفادة من سلطاتهم القانونية وكافة أمور البلاد تتم تحت إشرافه". ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن منح آية الله خامنئي مهاما إلهية من قبل رجل دين مؤيد له، جاءت لتؤكد فتوى كان أصدرها خامنئي الأسبوع الماضي ربط منصب ولاية الفقيه في إيران بحكم الرسول وبصلاحيات أئمة الشيعة. ثم توجه علي جنتي في حديثه بالهجوم على زعماء المعارضة الداخلية الذين وصفهم برؤوس الفتنة، معتبرا الاحتجاجات على انتخاب أحمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية كانت استمرارا للعقبات التي يضعها الأعداء وعلى رأسهم الأمريكان على طريق الثورة والنظام حسب وصفه. واستطرد جنتي يقول "يجب على الشيعة أن يتبعوا الولي الفقيه خلال فترة غيبة المهدي المنتظر، مضيفا "كما كان الإمام علي حامي حماة الإسلام القرآني المحمدي فاليوم يقوم ولي الفقيه بنفس المهمة وإلا لم يبق شيء من الإسلام". وكان خامنئي الذي يحتل منصب ولي الفقيه في إيران اعتبر اتباع أوامر الولي الفقيه فرض واجب على المسلمين، مشددا على "ضرورة التسليم لأوامره ونواهيه" وأن هذه الطاعة لا تشمل العامة من المقلدين بل تشمل المراجع الدينيين الكبار أنفسهم. يذكر أن مجلس صيانة الدستور الإيراني الذي يترأسه آية الله جنتي و5 فقهاء آخرين معينين من قبل الولي الفقيه أي علي خامنئي، يملك صلاحيات واسعة تمكن المجلس من رفض صلاحية أي مرشح لأي مستوى انتخابي في إيران بما فيه مرشحي رئاسة الجمهورية والبرلمان، كما يحق لهذا المجلس الذي يمتلك حق النقض أن يرفض اللوائح والقوانين التي يصادق عليه البرلمان أيضا. ومن المطالب التي تؤكد عليها المعارضة الإصلاحية هو تحديد صلاحيات هذا المجلس، ويرى البعض أنه من الضروري تعديل بعض المواد في الدستور الإيراني الحالي التي تحد من الحريات في البلاد ولا سيما البند المتعلق بصلاحيات مجلس صيانة الدستور.