اختتمت النسخة الرابعة ل (شاعر المليون) المقام في أبو ظبي، والذي ترعاه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وفاز الشاعر ناصر العجمي من الكويت بهذه المناسبة، ليكون (بيرق) المسابقة ما بين قطر والسعودية والكويت، ورغم دخول الصوت النسائي بقوة في (شاعر المليون) هذا الموسم، إلا أن صوت القبيلة والتعصّب لها والرجوع إليها في الخطاب الشعري، كان ظاهرا وواضحا، ما يضع علامات استفهام عديدة حول أحقية الفائزين الذين يحصلون على أصوات الجمهور بنظام (الفزعة القبلية). يتحدث الأستاذ شلاش الضبعان (كاتب في صحيفة اليوم) ل (عناوين) معلقا على القبلية في البرنامج بقوله: "أساس البرنامج يقوم على القبلية، والتصويت المعمول به لا يستدعي القبيلة فقط، بل الوطنية المشوهة والجماهيرية الرياضية وكل شيء يجلب صوتا للشاعر".. ثم يضيف: "ليلغوا التصويت ويعتمدوا على المقاييس النقدية وينظروا.. طبعا هذا إن بقي البرنامج". لكن الجديد الذي شهده (شاعر المليون) هذه السنة، هو الصوت النسائي الثائر ضد (التشدد)، كما يزعم بعضهم، ما جعل (مسرح الراحة) إضافة إلى كونه مسرحا للتفاخر القبلي، مسرحا للحوار الفكري بين (المحافظين) ومن يرفضون الفتاوى الجديدة، خصوصا مع اشتداد وطأة معركة حكم الاختلاط في السعودية.
الشاعرة (ريمية) حصة هلال اختطت طريقا مغايرا للخط القبلي التفاخري، وذهبت إلى معركة الاختلاط في السعودية، لتكتب قصيدة فسّرت مباشرة من قبل الجميع أنها رد على الشيخ عبد الرحمن البراك، الذي أفتى بكفر محل الاختلاط المحرم، وانتقلت (ريمية) إلى ساحة الصراع السعودي، لتتلقفها أيادي مؤيدي الاختلاط وتنبذها وتنتقدها الفئة الأخرى المحافظة. ويخالف الكاتب شلاش الضبعان الرأي القائل إن البرنامج تحوّل إلى صراع فكري ويحصر الأمر في الفكرة التسويقية، ويقول: "لا أرى أنه تحوّل إلى صراع، لكن تأتي (شطارة) القائمين على البرنامج في التسويق واستغلال كل ما يمكن استغلاله لإبقاء البرنامج حيا رغم أنه يعاني خفوتا واضحا، فبحسب رأي القائمين على البرنامج، قصيدة ريمية أثارت مراكز بحث استراتيجية عالمية، مثل: مؤسسة راند، التي عقدت اجتماعا وراء اجتماع لدراسة قصيدة ريمية النبطية! ويبرز تساؤل مهم حينما يتحدث بعضهم أن وقود القبيلة قد يخفت ويتحول المثقفون إلى وقود ل (شاعر المليون) ويتحول (الراحة) إلى صراع فكري بين تيار محافظ ومنفتح، يضيف الضبعان: "أهم شيء ألا ينجر مثقفونا ويكونوا هم الوقود بدل القبائل، فيبدأ التصويت للشاعر الإسلامي والشاعر الليبرالي والشاعر الإصلاحي والشاعر العادي، ثم بعدها بدل أشكر قبيلتي، تجد الإسلامي يقول: أشكر إخواني في الله، والليبرالي: أشكر السيدات والسادة، أشكر الرفاق، والشاعر الإصلاحي: أشكر الأحرار، دعاة التنوير".