قال الأمين العام لاتحاد إذاعات الدول الإسلامية الدكتور محمد الصبيحي، مازحا حين طالبته بأن يصف نفسه: "أنا صاحب أجمل صوت إذاعي". فالدكتور محمد الصبيحي لا يتحدث إلا وهو مبتسم ويحشو حديثه بالطرف. فمن لا يعرف الدكتور محمد الصبيحي، عليه أن يعيد ذاكرته للأدعية التي تقرأ في التلفزيون قبيل الصلوات في الحرم المكي, أو دعاء السفر على طائرات الخطوط السعودية. سأله شخص كان يقف إلى جانبي عن رقم هاتفه المحمول، فقال: أنا لا أحمل "الجوال" قط، فرد عليه متمتما: جميل.. صاحب أجمل صوت لا يعترف ب "الجوال". يقول الدكتور الصبيحي: إن وزير العمل السعودي ألح عليه حينما كان سفيرا في إحدى الدول باقتناء جوال، لكنه لم يحتج إليه، وأن من أراد التواصل معه عليه أن يتصل به على هواتف مكتبه أو منزله، مشيرا إلى أنه لن يقتنيه إلا إذا عاد له الشباب مرة أخرى. سألته.. كيف تقيّم الإذاعة السعودية؟ فأجابني: "أنا ابن الإعلام المسموع، ولن أعطي رأيي فيه", مستدركا: "في (الزمانات) كانت الإذاعة السعودية مسموعة، وكانت جاذبة، أما اليوم فقليلون هم الذين يسمعونها بسبب التوسع في وسائل الإعلام". وذكر الصبيحي أنه بدأ العمل الإذاعي عام 1960 من العاصمة الرياض, حيث لم تنشأ إذاعة جدة، وأنه تتلمذ (إذاعيا) على يد الشيخ جميل الحجيلان والأستاذ عباس غزاوي، قائلا: "هؤلاء من أخذوا بأيدينا وعلمونا, حيث بدأنا معهم من الصفر". وأضاف: "الشيء الوحيد الذي أفتخر به, هو دعاء (يا رب) الذي يضم نحو 700 حلقة وتسمعه منقولا على صلوات الحرم، والحمد لله اليوم صوتي واصل لقلوب الأحبة في بقاع الأرض، ومؤخرا سجلت في لندن كثيرا من الأدعية". سألته كيف تتصرف وأنت على متن الخطوط السعودية وتسمع دعاء السفر قبل الإقلاع؟ فقال: "أردد مع صوتي, وفي إحدى المرات أرغمني طاقم الطائرة على أن أقرأه بنفسي وأوقفوا التسجيل".