خلَجات مفرد خَلْجَة هي ما يتخالج في الصَّدر ويتوارد من فكرة وإحساس وخاطرة المواطن خلجاته تحتضنها النفس والروح كصورة في مرآة تتجلى في باطنه ، وجلاء هذه المرآة تُظهر نصوع الصورة واذا فقد الانسان المشاعر لوطنه انطبع إعتام يطمس صورة الخلجات ، وبهذا المعنى نرى من تولّٓه وانتمى لوطنه يرى صورة متجلية على مرآة ذاته.. هكذا خلجات كلما تعمقت وتوغلت بنقاء شعوري تملكت الفؤاد فيسترخص الغالي لأجل وطنه الخَلجات طبيعتها باعثه للحرارة ذات سلطان وناموس كتعلق النار بالشمعة ، لا يطفئها كل هواء ، وبها ينيخ الانتماء للوطن ثقله ، ويجرع كأس الظنى من هجر بلده تلك الخلجات نفحات لا تُحيطها عبارة ، ولا تستوفيها إشارة ، وكأن صبابة تحيط بحاملها ليرسل التالي: ولقد كتبت إليك لما جدَّ بي وجدّي عليك وزادت الأشواق وشكوت ما ألقاه من ألم النوى فبكى اليراع ورقّت الأوراق المتأمل لمملكتنا الغاليه وصنائعها ، وبذلها وتضحيتها ، وبنائها وتنميتها ، وعزمها وحزمها ، وحكمتها ولينها ، وإنسانيتها وسلمها ، ورعايتها للحجيج ، ودفاعها عن الثغور ، واحتضانها لأبنائها ، وللمقيمين التزامها ، وتلاحم ولاتها ومواطنيها ، وعطاء أهل اليسر فيها مع شغف شعبها للخيرات والمبادرات ، كلِّ ذلك وغيره الذي يطول وصفه يخالج الموطن اعتزازا ، وهو يرى وطنه بابا مفتوحا ، وخيرا ممنوحا ، وسترا مرفوعا ، وطعاما موضوعا ، ونائلا مبذولا ، وعفافا معروفا ، وأذى مكفوفا.. وطننا يتماثل للمواطن بكمّه ونوعه كأنه فسيفساء تُطرز جمالاً بهياً ، انتضِدت فيه الأقاليم والمدن كعقد تلألأ في طَّوْقه ، وكأنك تسمع إيقاعا وتناغما وتجانسا بين مناطقه حبا وعطاءا.. الوطن تراه مثل الغصن يحمَّلَ أثْمَاراً تَواضَعت َوانْحَنت؛ ليعلوا صدى آحاد مواطنيه بالقول: إني لتطربني الخلال كريمةً طرب الغريب بأوبِة وتلاقِ ويهزني ذكر المروءة والنَدى بين الشمائل هزّةَ المُشتاقِ هكذا لمن عرف المملكة وأخلص في انتمائه أيامنا فيها نازلة طالت جغرافية العالم ، حيرت أثقالها الجميع دون استثناء ، فكان لمملكتنا حكاية صنائع هي فخر كل مواطن؛ إذ انتدب بتوفيق الله وعونه ولاة أمر فينا ووزراء حكومتنا وأبطالنا في المهام الصحية والأمنية والعسكرية ، وكلّ المساعدين والفاعلين في قطاعات الدولة ، والجمعيات الأهليه الطوعية ، وأصحاب المساهمات الفردية والجماعية ؛لرسم لوحة أسطورية تاريخية ، تبقى في مسارب التفكير ، وتحفر أخاديد في ذاكره الأجيال ، فاللهم اجزل المثوبة والعطاء لكل هؤلاء ، واغفر لمن فارقَنا بهذا الوباء ممن نُحبهم حيث لابد ان نبّه القلبُ فينا للدعاء لهم . هذا الفخر والاعتزاز مبعثه القلب ، يتشرب بحصافة القول والفعل ، وسلوك تواضع لا استعلاء ، توفيق من الله ، هذا الإحساس جليل المعنى ، أصيل المبنى مثل نفس لا يحتاج آلية شهيق وزفير ، أو تطاول في التعابير لرفع صوت وصرير ، حبٌّ الوطن وأهله وولاته مندس في النوايا ، مغمور بأحاسيس.. مقلة العين تسكب له دمع إذا زهى وعلى أو ضعف وابتلى فالحذر من الزهو والعُجُب فهي آفات لها مزالق والخيلاء منها فيها مهالك ومن ظن انه هو وحده القادر وعظمته هي التي تدّبر الظاهر فهذا إثم وتكابر لأن الله هو الأول والآخر ولولاه ما ارتمت مقادير التوفيق وأناخت خيرات وثروات ورزقنا الله بحكمة ولاة وشعب أبيّ اصيل بالطيبات وعلينا التوجس؛ حفاظا على رونق الوطن ومكانته البُعد عن كل ألفاظ وتصاوير ورسوم ووسوم فيها تعالي وغرور أو سخرية بالغير والانشغال بقيل وقال واستعداء الأقوال حتى لو توفرت حكايات وأخبار لأن الزمن غدار ونكتفي بفعل العزيز الجبار الابتلاء فيه حكمة وعبر ويحتاج منها خلوص الدعاء والابتهال والانكفاء لرب الأرض والسماء طلبا لرفع الضر والابتلاء والله هو الذي يتولى بالقبول والرضاء احفظ.. اللهم بلاد الحرمين ، وأتمّ عليها النعمات والبركات ، وارفع الضر عن بلاد العرب والمسلمين ، وابعد الوباء عن البشرية أجمعين ، وانعم بالسلم والأمان كُلّ مكان