افتتح وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني المهندس مثنى غرايبة، في عمّان، مكاتب شركة «بيجو تكنولوجي» السنغافورية بحضور مسؤولين كبار من الشركة السنغافورية المختصة بتقنيات الإنترنت المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بينهم نائب الرئيس للعلاقات الحكومية مايك أونغ، والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا جاكسون ليو. ومن المقرّر أن يكون مكتب شركة «بيجو تكنولوجي» في الأردن بمثابة مركز إقليمي للتفاعل والمشاركة مع المستخدمين والجهات المعنية صاحبة المصلحة، وضمان حضور مؤسسي رفيع المستوى في الأردن، علاوة على تنمية مهارات الذكاء الاصطناعي في أوساط الشباب الأردني. وسوف يعمل المكتب الجديد على تحسين المنتجات وزيادة فرص العمل بين المتخصصين التقنيين في المملكة. وقال المهندس غرايبة، إن «بيجو» اتخذت الخطوة الأولى في الوفاء بالتزامها تجاه المملكة، معربًا عن أمله في أن تبدأ في التعاقد مع المختصين الأردنيين في مختلف مجالات التقنية، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، على طريق نجاح استثمارها المستقبلي في المهارات الفنية. وأضاف: “ينسجم هذا الاستثمار مع المبادرات في الأردن مثل مبادرة “مليون مبرمج أردني”، التي ستتيح للأردنيين دورات تدريبية مجانية لمدة ثلاثة أشهر ودورات عبر الإنترنت في البرمجة وشهادات الاعتماد المعترف بها دوليًا. ومع تقدّم الأردن نحو مستقبله الرقمي، نجد أنفسنا متحمسين للدور الحيوي الذي ستلعبه شركات التقنية العالمية الرائدة مثل «بيجو». وتُعدّ «بيجو تكنولوجي» شركة سريعة النمو في سنغافورة، تملك حاليًا 69 براءة اختراع تقني و414 طلبًا قيد الحصول على براءات الاختراع، وتمتلك الآن خمسة مراكز للأبحاث والتطوير في أنحاء العالم، وتوظف أكثر من 250 شخصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها. ولدى «بيجو» في جميع أنحاء العالم أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهريًا لتطبيقاتها وخدماتها، توجد نسبة كبيرة منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ودعمت الحكومة الأردنية خطة «بيجو» الرامية إلى تأسيس حضور لها في الأردن يغطي جميع أنحاء المنطقة. واستقبلت الشركة، خلال العام الجاري، الوزير غرايبة، في مقرها بسنغافورة، في زيارة دارت المحادثات خلالها حول إمكانيات التوسّع في الأردن، وصقل مهارات الشباب الأردني استعدادًا للثورة الرقمية الرابعة. وقال مايك أونغ إن «بيجو» لديها اعتقاد راسخ أن من مسؤوليتها الاستثمار في المستقبل حيثما تعمل. وأضاف: “يسعى الأردن إلى أن يصبح مركزًا للريادة الرقمية في المنطقة، وسوف تساعدنا خبرتنا في الذكاء الاصطناعي في دعم رؤية الأردن والمساعدة في تطوير بيئة تنمّي وتعزّز المهارات والقدرات الرقمية لبناء مستقبل أفضل”. وترى الشركة أن منطقة الشرق الأوسط مهيأة بفرصة تطوير تطبيقات الإنترنت الخاصة بها واستهلاكها، في حين تعتزم الشركة المساعدة في صقل مهارات الشباب العربي وتنمية مواهبهم وتمكينهم من بناء مستقبل أكثر إنتاجية. بدوره، وصف جاكسون ليو تأسيس مكتب ل«بيجو» في الأردن بالخطوة الاستراتيجية بسبب ما قال إنه “التنوّع والثراء اللذين تتسم بهما الأردن”، مشيرًا إلى المهارات اللغوية التي يتمتع بها الشباب، وأوجه التشابه الثقافي العديدة بين الأردن وبلدان المنطقة، فضلًا عن تصنيف صندوق النقد الدولي للقطاع المصرفي الأردني بأنه متطور للغاية. وأضاف: “نحن ملتزمون بالاستثمار في رأس المال البشري وتنميته، وقد وضعنا خطة توظيف شاملة، إذ يكمن هدفنا في زيادة التركيز على توظيف متخصصي التقنية حتى نتمكن من المساهمة في وصول الأردن إلى أهداف رؤيته المنشودة”. ويُعدّ مكتب «بيجو» في الأردن الثاني لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد مصر. وكانت الشركة أعلنت في وقت سابق عن خطط لتوظيف 50 خبيرًا في الذكاء الاصطناعي لخدمة المنطقة انطلاقًا من الأردن.