استضافت مدينة العقبة جنوبعمان، فعاليات منتدى"مايكروسوفت"السنوي"شركاء في التعليم"للشرق الاوسط وشمال افريقيا، بمشاركة اكثر من 200 اختصاصي في التعليم، جاؤوا من ما يزيد على 25 دولة في المنطقة. وأكّد المشاركون أهمية تطويع التكنولوجيا الرقمية لخدمة التعليم وتطوّره، ودمج المعلوماتية والشبكات الإلكترونية في الممارسات اليومية للتعليم، مشددين على ضرورة الارتقاء بقدرات الطلبة تكنولوجياً، بما يتلاءم مع ركب الثورة الرقمية عالمياً في القرن ال 21. حوسبة المناهج التعليمية وشدّد وزير التربية والتعليم الأردني الدكتور تيسير النعيمي، في المنتدى على أهمية التعاون بين شركات عملاقة في المعلوماتية وتقنياتها، مثل مايكروسوفت ومؤسسات المجتمع المدني، معتبراً ذلك ضرورياً لدمج المعلوماتية في صلب العملية التربوية. وأشار الى مبادرتين جسدتا الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المحلي، هما"مبادرة التعليم الاردنية"عام 2003 التي تُركّز على 100 مدرسة سنوياً، والثانية"مدرستي"التي تركز على تحسين المباني المدرسية، وتشمل برامج تعمل على تجديد التعامل مع التكنولوجيا الرقمية في المدارس"وقد أنجزت 4 مراحل منها، شملت كل مرحلة 100 مدرسة. وشدد النعيمي على أهمية حوسبة المناهج التدريسية عبر إعادة بناء المناهج لتتواءم مع التطورات التكنولوجية الحديثة. وأوضح جايمس برنارد المدير الدولي ل"شركاء في التعليم"، أن البرنامج يهدف إلى تزويد المدارس والمعلمين بالتقنيات الرقمية الكفيلة بمساعدتهم على الارتقاء بالعملية التعليمية، مشيراً الى أن حجم الإنفاق على المبادرة منذ انطلاقتها بلغ 500 مليون دولار. وشدّد على ضرورة تطوير المهارات التدريسية في مجال إيصال المعرفة للطلاب، لافتاً الى وجود مدارس لديها البنية التحتية التكنولوجية، لكنها لا تملك القدرة على استخدامها. وأوضح ان برنامج"شركاء في التعليم"يغطي114 دولة، ويهدف الى تحقيق الاستخدام الفعّال للتكنولوجيا الرقمية في العملية التعليمية، عبر تسهيل الاتصال مع الإنترنت، لتسريع إدخال التقنيات الرقمية في سياق العملية التعليمية ومساراتها. ويعتبر هذا البرنامج أكبر مبادرات مايكروسوفت في التعليم، إذ يشمل ما يزيد على 8 ملايين مدرّس وطالب. وأكد مدير عام فرع مايكروسوفت في الاردن حسني الخفش، سعي الشركة"لبناء جسور تقنية تربط الطلبة والمعلمين من جهة، وصُنّاع القرار في التعليم من الجهة الاخرى". وأشار الى ان مايكروسوفت"تؤمن بأن التكنولوجيا الرقمية تشكّل عنصراً لا غنى عنه في التعليم حاضراً"، والى تمتع الاردن بتاريخ طويل في التعليم، إضافة الى عنايته بالمعلوماتية وتقنياتها. ونبّه إلى دور المنتدى في دمج الممارسات التعليمية بالتكنولوجيا المتطورة في مدارس الشرق الاوسط وأفريقيا. وأوضح الخفش ان"شركاء التعليم"يُنفّذ أردنياً بالتعاون مع"مبادرة التعليم"ووزارة التربية والتعليم، ويشمل تدريب ما يزيد على 30 ألف معلم ومعلمة. وأشار إلى أن مايكروسوفت تُنسّق في الأردن مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتوقيع اتفاقية تتعلق ب"حوسبة السحاب"Cloud Computing، مع ملاحظة أنها وصلت إلى المراحل النهائية التي تسبق توقيعها. وبيّن مدير برنامج"شركاء في التعليم"في الشرق الأوسط وأفريقيا خليل عبد المسيح، أن المنتدى"عكس التزام مايكروسوفت بالارتقاء بإمكانات قطاع التربية والتعليم أردنياً، وتعزيز تبني التكنولوجيا الرقمية الحديثة في مسارات التعليم". وأعرب الرئيس التنفيذي ل"مبادرة التعليم"هيف بانيان، عن فخره بالنجاح الذي يحقّقه المنتدى سنوياً، وبجهود مايكروسوفت في استقطاب المعلمين والمدارس في دول المنطقة، بهدف التعاون والتواصل وتبادل الآراء. وأشار بانيان الى ان"شركاء في التعليم"يوفر أدوات في تقنيات التعليم الإلكتروني لقرابة 12 مليون شخص في 25 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونوّه بجهود ترمي إلى تطوير برامج دراسية مستوحاة من زيارات في الاردن لمؤسسات مثل"معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية"و"محطة العلوم البحرية"وغيرهما. وأشار أيضاً الى ان المبادرة تدرس حاضراً موضوع تزويد الطلاب بحواسيب محمولة، وجرى توزيع حواسيب في مدرستين أردنيتين، كما أُطلِقت دراسة عن أثر هذه الحواسيب على طلاب المدرستين خلال عام دراسي. ومنح المنتدى جوائز عن مشروع بناء المعرفة، ففازت مروى حسين مصر، تلتها سهير ابو حمد الاردن، ثم يوغش سانو موريشيوس، وأخيراً ساهاد حكيم غانا.وذهبت جوائز التعلّم خارج الغرف الصفية إلى جنان الغصيني لبنان تلاها جون اوسيجيمه نيجيريا ثم تاهمينة راييس باكستان، وأخيراً نتالي ميرولز جنوب افريقيا. وفي ما يتعلّق بمشاريع التعاون، حلّ أولاً لويس كلارك? كيم جاكسون جنوب افريقيا ثم أحمد درويش مصر تلاه فداء حمصي لبنان وأخيراً غلزم أوزيرول تركيا. وفي مشاريع الاستخدام المتطوّر للتكنولوجيا، فازت لينيت كريجتون جنوب أفريقيا بالمرتبة الاولى، ثم ركشيت هولكوري موريشيوس، ونوره صالح المملكة العربية السعودية وأخيراً قيران عمران باكستان. وفي فئة مشاريع الابتكار في الظروف الصعبة، حلّت أولاً أزهار يوسف مصر ثم مالاتيلا موناهنج ليسوتو تلتها جويل باتو اوغندا، وأخيراً فاطمة العالم الأردن. ويشارك الفائزون جميعهم في المنتدى الدولي الذي يعقد في واشنطن في السادس من تشرين الثاني نوفمبر 2012.