أكد معالي نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس هيثم بن عبدالرحمن العوهلي، أن القيادة تولي اهتماماً كبيراً بجهود صناعة المستقبل، واستشراف متغيراته وتحدياته، والعمل على استباقها، لإيجاد حلول تقنية تُعزز حياة المواطن، وتلبي احتياجاته العصرية المتجددة، وفقاً لطموحات ورؤية المملكة 2030 ومرتكزاتها الرئيسية الثلاث: اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، وطن طموح. جاء ذلك خلال مشاركته اليوم في "أسبوع الابتكار" الذي تنظمه سنغافورة ضمن مبادرة (أمة ذكية) التي أطلقتها وزارة الاتصالات والمعلومات السنغافورية. وقال: "إن المملكة نجحت في إطلاق أجندة رقمية وطنية لرقمنة الدولة، عبر إرساء بنية رقمية قوية أسهمت في زيادة سرعة الإنترنت المتنقل إلى 4 أضعاف متجاوزةً المتوسط العالمي لهذه السرعة، ورفع نسبة تغطية شبكة الألياف الضوئية بنسبة 50% لتصل إلى أكثر من مليون منزل إضافية، وتوفير الوصول إلى الإنترنت بنسبة 100% في المناطق النائية، ما أسهم في تطوير الحكومة الإلكترونية، حيث بات بالإمكان إصدار رُخص العمل التجاري خلال مدة أقصاها 24 ساعة، وتجديد جواز السفر في 5 دقائق، وإصدار توكيل رقمي في 10 دقائق. وأشار معاليه إلى أهمية التحوّل الرقمي في تقديم أفضل الخدمات الإلكترونية المتكاملة للمستفيدين، وفقاً لأفضل المعايير الدولية، ودوره في زيادة الإنتاجية، ورفع كفاءة الأداء، وتقليل التكاليف، لتعزيز جودة الحياة في المجتمع السعودي، مبيناً أن المملكة عملت على دعم التحوّل الرقمي من خلال إدخال مقررات دراسية في الذكاء الاصطناعي لعدد 11 جامعة من أصل 30 جامعة بالمملكة، وإنشاء الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات، والاستمرار في برامج بناء القدرات الرقمية للكوادر الوطنية، ودعم الاستثمار بشكل أكبر في مجالي الابتكار وريادة الأعمال التقنية. وشدّد معالي المهندس العوهلي في هذا الصدد, على ضرورة دعم ريادة الأعمال والابتكار في القطاعين العام والخاص لتوفير حلول متطورة والاستغناء كلياً عن الحلول والخدمات التقليدية، لتشجيع الجهات الحكومية على تبني هذه التقنيات المتطورة للارتقاء بمنظومة العمل الحكومي، وتسريع الخطى لاغتنام فرص الثورة الرقمية تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، موضحاً معاليه بأن المملكة تُعد أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمنح ترخيص لإنترنت الأشياء بهدف دعم هذا القطاع الذي يتوقع منه أن يخلق سوقاً تبلغ قيمته ما يزيد عن 12 مليار دولار، وأن المملكة تستثمر نحو مليار دولار في دعم قطاع الذكاء الاصطناعي مع التركيز على الشركات الناشئة والبحث والتطوير وتنمية المهارات. وحول الشراكة مع القطاع الخاص أوضح معالي نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، أن الشراكة المثمرة مع القطاع الخاص مكّنت المملكة من أن تحقق على أرض الواقع أكبر وأسرع أسواق التقنية نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي سوف يصل حجمها إلى أكثر من 35 مليار دولار في عام 2030. وفي ختام كلمته أثنى المهندس العوهلي، على المبادرة السنغافورية والمتمثلة في إقامة "أسبوع الابتكار" وما سيعقبه من إنشاء تحالفات وشراكات ثنائية متقدمة، كونه يمثل بوابة هامة لتحقيق تعاون تقني جديد ينقل البلدين إلى مواقع ريادة، وآفاق أرحب ومجالات أوسع من التعاون الأكثر تقدماً وتطوراً، داعياً معاليه مختلف الجهات والشركات العاملة في القطاع المحلية والعالمية للتقارب أكثر وتعزيز علاقات التعاون المشترك للاستفادة الكاملة من مخرجات الثورة الصناعية الرابعة. يٌشار إلى أنه يُشارك في فعاليات الأسبوع الذي تستمر فعالياته حتى 28 من يونيو الجاري، أكثر من 15 ألف ضيف من مختلف أنحاء العالم. ويهدف الأسبوع إلى تبادل المعرفة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والحكومة، إضافةً إلى النظر في التأثير المستقبلي للتقنية, ويتضمن الأسبوع العديد من الفعاليات أبرزها قمة (أمة ذكية).