تعلم درس جديد كل يوم هو سمة هامة للناجحين، ولا يوجد أكثر من يوم الوطن مليء بالدروس العظيمة والقيم الجليلة، دروس الإدارة والقيادة والتخطيط متمثلة في إنجازات كبيرة حققتها قطاعات الوطن المختلفة بسواعد أبنائه وبناته. ودرس القيادة الأول هو عندما لا تمتلك إلا رؤية ويدفعك إيمانك القوي لتحقيق رسالتها فأنت قائد قوي حقيقي شجاع وفعال، ولأن رسالة “اقرأ” رسالة ربانية قوية وخالدة وواضحة آمن بها قائد الوطن الأول ومؤسسه العظيم “الملك عبد العزيز رحمه الله”، ثم تناوب على رفع مشاعل هذه الرسالة كل أبناءه البررة قيادات النهضة في مراحلها المختلفة من بعده. تحقق في كل مرحلة منها أجزاء كبيرة من الرؤية التي ما زالت تتجدد لتقود الطريق الطموح نحو عنان السماء.ولأن الطريق نحو القمة يستلزم همة عالية كانت الانطلاقة صعبة مع قلة الموارد وشح الإمكانات وتباعد المسافات واختلاف اللهجات وجمود بعض العقليات وانشغال الدولة في بناء كل الأساسيات، إلا أن المحصلة مذهلة والنتائج ضخمة،فعندما تصطف أرقام اليوم كشواهد على جهود أمس ستلمس الفوارق الكبيرة. فاليوم يحل يوم وطن والمجد والعلياء مع انطلاقة العام الدراسي الجديد بما يقارب(6) مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم العام، و(500) ألف معلم ومعلمة، و(42) ألف مدرسة، و(1) مليون طالب في الجامعات(بكالوريوس)، و(71) ألف عضو هيئة تدريس، و(200) طالب في التعليم التقني، و(50) ألف طالب وطالبة في (الدراسات العليا)، و(43) جامعة وغيرها الكثير من الأرقام كشواهد على القفزات الكمية الكبيرة في مجال التعليم بعد أن بدأ بإنشاء أول مديرية معارف عام 1/9/1344ه ببضع مدارس وعدد بسيط من الطلاب. أما الشواهد النوعية فمتعددة وإن تباينت، وواضحة وإن تداخلت، ومهمة وإن انتُقدت، فتنوع التعليم من أهلي لديني لعالمي لتقني لجامعي أحد الشواهد، وبرامج الابتعاث، وحصد الجوائز، والتقدم في التصنيفات، والدخول ضمن المسابقات، والدعوة للمشاركات، وتسجيل الابتكارات والبراءات، والبرامج النوعية لذوي الاحتياجات، ومحو الأمية، وتعليم المرأة، والمبادرات الداعمة وغيرها الكثير شواهد نوعية بالجهود المبذولة والخطط المرسومة. ولأن لكل حركة صوت، ومع كل نجاح تحديات، وبعد كل تحسين تطوير كان صوت الأقلام عالياً وعدد الانتقادات كبيرًا، وحجم الأمنيات ضخماً، فيأتي ما يكتب وما يطرح وما يناقش من قضايا تعليمية هامة تضج بها وسائل الاعلام وقنوات التواصل كدليل على وجود الحراك، والرغبة في تصويب المسارات وتحسين المخرجات، وهذا مؤشر إيجابي وصحي ومطمئن على أن الأقلام الرصينة والعقول الواعية لأبناء وبنات الوطن قد استوعبوا الدرس الأول والأهم، التعليم هو الخطوة الأولى وكل الخطوات. ولما كان اليوم يوم الوطن فهذه دعوة للتأمل والاحتفال والتعلم، بتجميد كل دعوات النقد ودعوات المراجعة، وتقديم دعوة للحلم بالمستقبل وتخطيطه وهو الدرس الثاني من دروس القيادة. آمنوا بالتعليم: – إن التعليم ركيزة أساسية يتحقق بها تطلعات شعوب أمتنا الإسلامية نحو التقدم والازدهار والتنمية والرقي الحضاري في العلوم والمعارف النافعة. الملك سلمان بن عبد العزيز – التعليم في مقدمة الأولويات ونخطط لأن ترتيب جود التعليم ما بين (20-30) من أفضل نظام تعليمي. الأمير محمد بن سلمان – التعليم في المملكة نموذج متميز وركيزة رئيسة للاستثمار والتنمية، والأجيال القادمة هم الثروة الحقيقة والاهتمام بهم هدف أساسي. الملك عبد الله بن عبد العزيز لست غريبا على رجال العلم وطلبة العلم فقد كان أفضل أيامي التي اعتز بها حيث شرفني الله أن أكون وزيرً للمعارف. الملك فهد بن عبد العزيز – لن ينسى أي مواطن في هذا البلد دين رجال التربية والتعليم في أعناق الجميع، لأنهم مثالاً يحتذى به في علو الهمة والحرص على أداء الواجب والوطنية في أجل صورها. الملك خالد بن عبد العزيز – لو لم أكن ملكاً لكنت معلماً. فيصل بن عبد العزيز – أولينا التعليم القسط الوافر من اهتمامنا ووضعنا له برنامج طويل الأجل، وأمرنا بفتح مدارس البنات، ومما أثلج صدرونا ما شاهدناه من إقبال على تلك المدارس. الملك سعود بن عبد العزيز [email protected] @TaghreedAld