تدفق المتظاهرون السودانيون منذ ساعات الصباح الأولى، الجمعة (12 أبريل 2019) ، إلى الشوارع والميادين المؤدية إلى مقر رئاسة أركان الجيش، احتجاجا على الإعلان عن مجلس عسكري بعد عزل الرئيس عمر البشير. وعزل الجيش السوداني، الخميس، الرئيس البشير بعد 30 عاما في الحكم، معلنا اعتقاله واحتجازه “في مكان آمن”، وتولي “مجلس عسكري انتقالي” السلطة لمدة عامين، بعد 4 أشهر من احتجاجات غير مسبوقة. وأظهرت صور من الجو تجمعات كبيرة للمتظاهرين السودانيين أمام مقر رئاسة أركان الجيش، في وقت لم يغادر مئات المعتصمين المكان طيلة الليلة الماضية. وقال وزير الدفاع عوض بن عوف في خطاب متلفز الخميس: “أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله”. وأعلن التلفزيون الرسمي أن بن عوف أدى مساء الخميس القسَم “رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي” الذي شكله الجيش. لكن منظمي حركة الاحتجاج سارعوا إلى رفض إعلان وزير الدفاع. وقال بيان لقوى إعلان الحرية والتغيير “نفذت سلطات النظام انقلابا عسكريا تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها”. وواصل الآلاف اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم مساء الخميس، رغم سريان حظر تجول فرضه الجيش إثر إطاحة البشير، حسب شهود. ورفض تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد البشير، خطط وزير الدفاع، ودعا المحتجين إلى مواصلة الاعتصام خارج وزارة الدفاع الذي بدأ السبت الماضي. وتحولت مشاعر عشرات الآلاف من المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير، إلى الغضب وهتف الكثيرون “تسقط تاني”، بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف “تسقط بس” ضد البشير. ورفرفت أعلام السودان فوق الحشود الضخمة التي ضمت عائلات ونساء وأناسا من كل الأعمار. وفي تحد واضح للمجلس العسكري، بقي عدة آلاف من المحتجين أمام مجمع وزارة الدفاع وفي مناطق أخرى بالعاصمة مع بدء سريان حظر التجول. وقال تجمع المهنيين السودانيين: “الانصياع لقرار حظر التجوال هو اعتراف بحكومة الإنقاذ المستنسخة”. ودعا إلى: “خليك مكانك واحرس ثورتك”. وذكر أنه لن يتم إنهاء الاعتصام أمام وزارة الدفاع قبل تسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية.وقال عمر صالح سنار، القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، إن التجمع يتوقع التفاوض مع الجيش بشأن تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.