يواصل ضيوف الرحمن التوافد على مشعر منى لقضاء يوم التروية، على أن يستمر توافدهم حتى ساعة متأخرة من اليوم الأحد قبل التوجه فجر الاثنين، التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد جبل عرفات في الركن الأهم من فريضة الحج. وأعلنت الداخلية السعودية أن عدد حجاج بيت الله الذين وصلوا إلى الديار المقدسة بلغ مليوني حاج، وذلك قبيل ساعات قليلة من بدء مناسك الحج. وأكدت السلطات السعودية استكمال كافة التجهيزات لاستقبال ضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم للفريضة. ووفقاً لأرقام رسمية صادرة من الهيئة العامة للإحصاء، فقد تم تأمين ربع مليون شخص، يمثلون أكثر من 45 جهة حكومية تشارك في تقديم أكثر من 195 خدمة رئيسية لتسهيل أداء المناسك بالنسبة لضيوف الرحمن. ويقضي حجاج بيت الله الحرام، يوم التروية في مشعر منى، على بُعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وسمي بيوم التروية؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه. ويتدفق الحجاج صباح غد ال9 من ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويقع مشعر "منى" بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.