حتى كاتي بيري الفنانة المرحة لم تسلم من مغبة التواصل النصي السلبي في العلاقة الزوجية، حيث ذكرت في مقابلتها عام 2013 أنها تلقت رسالة نصية من زوجها السابق ليبلغها بأنه بدأ بإجراءات الطلاق! وتناقلت وقتها عدد من الصحف أن هذا الحدث يعتبر من أسوأ الأحداث التي مست حياتها الشخصية، أن تنهار حياتك برسالة نصية يا له من شعور! بنظري إن العلاقة التي تنتهي برسالة نصية أقل بكثير من أن نكترث بها، الإنسان الحقيقي سيأتي ليتحدث معك، سواء حبيبا ً أو صديقا ً أو قريبا، دعوا الرسائل النصية للاطمئنان والتشارك بالمفيد وبالمعرفة والضحك، فتأثير غرس السهم لا يعالج بانتزاعه! في دراسة أجراها مركز الأبحاث الأمريكي «بيو» المتخصص في العلوم الاجتماعية والحياة أفادت أن 30 %من المراهقين ينهون علاقاتهم بواسطة الرسائل النصية، وتناولت كيف كان ذلك ذا أثر سلبي وجارح وعميق في نفوسهم، بل في دراسة أخرى كانت النسب أعلى حيث وصلت نسب الانفصال التقني إلى 50 %بجانب الآثار النفسية المصاحبة للمهاترات النصية وانتظار الرد! جنون التقنية جعل البشر يتساهلون في تعدد العلاقات بل تجميع أكبر قدر ممكن منها دون هدف، ودون وعي ومعرفة بالتوابع الأخلاقية للعلاقات الإنسانية من التزام واحترام وتقدير، كتاب الإنسان المهدور لمصطفى حجازي يفسر خطورة الهدر النفسي على الإنسان، وهذا النوع من العلاقات أعتبره هدرا نفسيا للطرفين. سنابية مشهورة صورت تفاصيل ليلة طلاقها للجمهور! فتاة تتلقى خبر طلاقها من زوجها برسالة خاصة في تويتر، هذه وقائع يومية مؤلمة نعم، لكن لا يمكن أن نقول إنها ظاهرة لسببين الأول عدم وجود دراسات تهتم بالجانب العاطفي للسعوديين، وإن كانت فهي غير معلنة ومصرحة، السبب الثاني وهو الأهم أننا ما زلنا نعيش داخل منظومة قيمية متماسكة إلى حد ما قد تمنع وتحمي البعض من التهور في الدخول بدائرة الفراغ والوهم. التواصل الكتابي بالعالم جميل عندما يكون في شرح فكرة أو نشر معرفة أو تداول معلومات حقيقية، لكن يخيفك عندما ترى أخبارا ً مزيفة أو أفكارا عارية من المنطق أو مشاعر تبدأ بوردة حمراء وتنتهي بقلب مكسور، أصبحت حياة البعض إيموجيات، انظروا في محادثات المراهقين تجدوا أغلبها وجوها غاضبة أو ضاحكة! وربما باكية. أعود لنقطة الانفصال التقني، الانفصال بالمجمل فكرة ليست سيئة طالما كانت بشكل متحضر وراق، السيئ أن يتحمل أحد الطرفين إساءة نفسية أو مظلمة من الطرف الآخر، لذلك مهم أن نتحدث لأحبتنا ومن يهمنا أمرهم وجها لوجه، وما كذب الشعب المصري حينما قال «البعيد عن العين بعيد عن القلب»، لا تتوهموا الثبات، فالثابت الوحيد في الحياة هو التغيير، لا تراهنوا على مكانتكم في صدر مخلوق، احرصوا على من تحبون بحق وتجنبوا الكتابة في الواتس أب، جربوا حمية الوسائط الاجتماعية بمناسبة شهر رمضان وستجدون كيف تبدلت حياتكم للأفضل. أريج الجهني (عكاظ) الوسوم تويتر حبها سناب طلقها