كشف الشيخ صالح بن عبد الله الطعيمي, الأمين العام السابق للغرفة التجارية الصناعية في الرياض, أن الغرفة واجهت في بداية مشوارها مشكلة مع بعض مشايخ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, الذين توجسوا في البداية من دور الغرفة. وقال الطعيمي خلال لقاء مفتوح مع أعضاء الغرفة, الإثنين 25/1/2010: "إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الذي تبنّى وبارك وشجع فكرة الغرفة منذ البداية وطيلة تطور مراحلها الزمنية؛ ذلل ذلك التوجس لدى المشايخ". وروى الطعيمي مسيرة تطور الغرفة منذ كانت شقة صغيرة في شارع الثميري حتى انتقالها إلى فيلا في شارع الخزان, ثم أخيرا إلى موقع الغرفة الحالي في شارع الضباب, وتناول فكرة تشكيل اللجان القطاعية في الغرفة، موضحا أنه كان يريد تشكيل هذه اللجان لتتولى متابعة أنشطة ومشكلات كل قطاع على حدة، خصوصا بعد أن توسع النشاط الاقتصادي, مضيفا: "الفكرة واجهت اعتراضات من كثير من رجال الأعمال في الغرفة آنذاك، لكنهم قبلوا في النهاية، بفضل تشجيع رئيس الغرفة حينذاك الشيخ محمد الفريح"، الذي وصفه بأنه كان الأب الروحي لفكرة اللجان القطاعية، إضافة إلى دعم باقي أعضاء مجلس الإدارة، وقال: إن البداية كانت اللجنة الصناعية. وعن تأسيس مركز التدريب في الغرفة, أكد الطعيمي أنه صادف هو الآخر هجوما من قبل معهد الإدارة, ظنا من عدد من مسؤوليه أن المركز سيكون منافساً للمعهد في رسالته التدريبية، ثم انتهت الأزمة وتأسس المركز, الذي أصبح خريجوه الآن موضع تفضيل من قبل القطاع الخاص على باقي خريجي المعاهد الخاصة. وعن فكرة تأسيس مجلس الغرف السعودية من اتحاد الغرف، قال الطعيمي: إنه لقي معارضة في البداية من الإخوة في غرفة جدة, لأنهم لم يكونوا يريدون أن يكون مقره الرياض، وكان المخرج في اختيار الشيخ إسماعيل أبو داود يرحمه الله رئيس غرفة جدة آنذاك, رئيسا لمجلس الغرف. وعن نصائحه لشباب الأعمال قال الطعيمي: "إن نجاح شباب الأعمال يتطلب منهم أن يحبوا عملهم، فالتاجر الذي يحب عمله ينجح، وهذه قاعدة ذهبية في رأيه، كما أن الزواج ينجح بالحب, فإن التجارة تنجح بحب صاحبها لها". وأوضح الطعيمي أن الفرع النسائي في الغرفة يعدّ مكسبا مهما لسيدات الأعمال، حيث كان من الصعب في السابق أن تعقد سيدات الأعمال اجتماعا في مقر الغرفة، معربا عن أمله في أن يتم تعيين سيدة أعمال أو أكثر في مجلس إدارة الغرفة القادم, مضيفا أن غرفتي جدة والدمام سبقتا غرفة الرياض في التمثيل النسائي. ونصح الطعيمي الشباب بمزيد من الجدية في الأداء والانضباط والحرص على الوقت، وأن يتثقفوا ويقرؤوا ويجتهدوا, فالنجاح ليس سهلا, بل يحتاج إلى عمل شاق مضنٍ، وانتقد شباب اليوم قائلا: "إن كثيرين منهم يريدون القفز إلى القمة, بينما الصعود إليها يتطلب الصبر والجهد والمثابرة، وعليهم بتمثل تجارب النماذج المضيئة من رجال الأعمال, الذين نجحوا بعد كفاح طويل ودون أن يتعجلوا النجاح"، محذرا إياهم من اليأس أو الإحباط عند مواجهة أية عثرات، وأن الفشل يمكن أن يكون منطلقا للنجاح. وختم الطعيمي لقاءه قائلا: "إن الطفرة الاقتصادية الأولى أثرت سلبيا في فكر وأداء الشباب اليوم، بل إننا نجد كثيرا من الشباب يتسكعون في الشوارع حتى الفجر، والمقاهي تعجّ بالرواد من الشباب، ويدّعون أنهم لا يجدون عملا.. يريدون أن يأتيهم العمل، بينما هم لا يعملون ولا يريدون، وقد يحلمون بوظائف مديرين, وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بعد التجربة والعمل الجاد الشاق".