قدم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ورقة عمل لندوة دولية منعقدة حاليا بالعاصمة التونسية حول الشباب والمستقبل ، وتركزت ورقة العمل التي عرضها أمام الندوة الجمعة 15 يناير2010م الدكتور سلطان بن أحمد الثقفى مدير عام إدارة الشراكات والعلاقات الثقافية في المركز على دور المركز على صعيد تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من ثقافة الحوار . وعرضت الدراسة الأوضاع العامة للشباب في المملكة الذين يشكلون نحو 70 في المائة من مجموع السكان وأهمية هذه الفئة على صعيد بناء الوطن والاهتمام الذي توليه الدولة للشباب والحرص على حسن توجيههم ورعايتهم ومناقشة قضاياهم وحل مشكلاتهم وإشراكهم في عملية التخطيط والتنمية . وأفادت أن المملكة وظفت المشاريع الحضارية والتنموية التي تشهدها وتبنت مبادرات للاستثمار الدائم في «الإنسان السعودي» ولاسيما الشباب الذي وفرت له فرص التعليم والتدريب والتشغيل وتحسين الأوضاع الصحية والثقافية والأدبية والرياضية . واستعرضت جملة من البرامج التي أعدتها الدولة في إطار رعايتها واهتمامها بفئة الشباب، ومن ذلك توفير الاحتياجات الضرورية لتعزيز القدرات الإبداعية وتمكين الشباب من الإسهام في الإنجاز والتميز وتحفيزهم على المشاركة في جميع خطط التنمية وتوفير البرامج الضرورية لدعم وتعزيز واستثمار قدرات الشباب وبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي وإجراء الدراسات والأبحاث الضرورية للتطوير والتحديث في المؤسسات التعليمية والثقافية وإنشاء المراكز المتخصصة للشباب ونشر وإشاعة قيم الحوار كي تصبح طبعا من طباع المجتمع السعودي وتوفير الدعم لتثقيف الشباب عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة انجاز موسوعة الأبحاث والالتزام بالمواضيع المتعلقة بثقافة الشباب وتنمية المجتمع . وأكدت الورقة أن المملكة حين توفر هذه البرامج والمبادرات والفرص الكافية التي تعين الشباب على بناء قدراتهم فإنها تعزز بذلك من قدرات الشباب مبكرا وتساعدهم على تحقيق إسهامهم في التنمية وتمكينهم من العبور إلى المستقبل . وبينت الورقة أن المملكة أطلقت في هذا الخصوص مشروعا حواريا حضاريا يوحد الجهود ومنها جهود الشباب وفق تنشئة تأخذ في ثناياها التسامح والوسطية والاعتدال واحترام الآخر بعيدا عن التشدد والتحلل. وألقت ورقة العمل الضوء على دور مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ونشاطاته، وأوضحت ورقة المركز أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بادر إلى تأسيسه مستلهما الملاحظات والتطلعات العامة والتأملات الشخصية حول الهموم الوطنية والقضايا الوطنية العامة والدولية الأكثر إلحاحا ؛ مبينة أن من بين تلك الملاحظات والتطلعات العامة تبرز أهمية الحوار ودوره في القضاء على التطرف والعنف والتحلل وفتح باب الحوار الصادق حول كونية حقوق الإنسان وضرورة ترسيخها في المجتمع وتأكيد التمسك بالشريعة الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية وتعميق التصور القرآني الكريم للإنسان كقيمة بغض النظر عن دينه أو مذهبه ولونه وجنسه، وكذلك تأكيد أن الفهم الصحيح للدين يتضمن قبول الآخر والعيش معه واحترام قناعاته الدينية وخصوصية شعائره وشرائعه وترسيخ مبدأ المواطنة واحترام النظام والقانون الذي يضمن الحق والعدالة للجميع بالتساوي .وذكرت أن إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يمثل نموذجا غير مسبوق في قضية تأصيل الحوار وجعله طبعا من طباع المجتمع السعودي عبر الشراكة مع الأسرة والمدرسة والمسجد وإيجاد حلول تطرح للحوار يلتقي عليها توافق مجتمعي وفق ضوابط شرعية ووطنية يسهم في نشر ثقافة الحوار ويعزز تكيف الشباب والفتيات الإيجابي مع حضارة القرن الواحد والعشرين ويكرس ثقافة الحوار والمشاركة والجدل بالتي هي أحسن والتفكير للوصول إلى الحقائق.