حذر استشاري التغذية ورئيس الجمعية المصرية للصحة العامة والتغذية البروفيسور طارق رضا، من استخدام أدوية تخفيف الوزن التي يلجأ إليها البعض بطريقة عشوائية بهدف الوصول إلى الرشاقة بأسرع وقت وأقصر الطرق، لافتا إلى أن استخدام هذه الأدوية سلوك محفوف بالمخاطر. وأضاف السؤال الذي يتردد دائما، هل نجحت أدوية التخسيس في وقف زحف السمنة والتخلص من الوزن على الرغم من انتشار العديد من المنتجات التي تغزو الأسواق، كالكريمات المنحفة، والألبسة التي تسبب التعرق، أو لزقة الجسم أو الأقراص التي تمنع امتصاص الدهون وتلك التي تكبت الشهية، أو الأعشاب التي تسبب الإسهال؟ والإجابة بالطبع لا فكثير من تلك الأدوية تصرف بمعرفة الصديق أو الصيدلي الذي يقوم بصرف الدواء الأكثر مبيعا أو الأكثر ربحية بالنسبة له فتكون النتيجة غير مرضية بالنسبة للمريض من حيث فاعليتها في إنقاص الوزن. وحول كيفية عمل أدوية التخسيس يقول الدكتور رضا: أدوية تخسيس الوزن عديدة، فهناك أدوية كبت الشهية عن طريق المخ تعتمد على زيادة مادة السيروتونين التي تمنع الاكتئاب وتقلل من استهلاك السعرات الحرارية أو مادة النوريباينفرمين والتي تزيد من عملية التمثيل الغذائي، وهذه الأدوية لها أعراض جانبية خطيرة للغاية منها ما يهدد صمامات القلب مثل ما يحتوي منها على مادة الفينترمين، وهناك أدوية تمنع امتصاص الدهون أو تؤخر امتصاص النشويات أو تلك التي تسبب الأسهال، كذلك الهرمونات وأدوية السكر والضغط وهذا خلاف الأعشاب والشاي والمشروبات المنحفة، كما أن الأدوية والأعشاب والمسهلات الخاصة بالرجيم قد تحتوي على مادة قوية تؤثر على القلب وقد تتدخل في عملية امتصاص فيتامين أ ود وه ، وبعض أنواع الشاي العشبي تحتوي على مسهلات تسبب أمراضا بالمعدة وإذا استعملت بإسراف قد تؤدي إلى الآلام المزمنة والإمساك والإدمان والجفاف وكذلك لاسمح الله إلى الوفاة. ويلفت الدكتور رضا إلى أن بعض الأشخاص أصيبوا بالعديد من المشاكل الصحية جراء تلك الطرق غير المدروسة والمتسرعة، فزاد معدل الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس من جانب الصحة النفسية، وأما الشق العضوى فزاد التهاب المرارة وتكوين الحصاوى بها، وكذلك فقدان كمية كبيرة من الكتلة العضلية، تساقط الشعر، ظهور التجاعيد، وسوء التغذية الناتج عن نقص في الفيتامينات والمعادن، وبالإضافة لحالات الوفاة التي حدثت للكثير جراء تلك الطرق. الدكتور رضا خلص إلى القول: الرشاقة لن تتحقق إلا بتشخيص كل حالة على حدة لاستبيان سبب السمنة والخلل العضوي المصاحب له وعليه يتم تحديد العلاج المناسب له، فإذا كانت السمنة بسبب خلل في عمل هرمون يتم تعويضه أو خلل في إنزيم ناقل الدهون من خارج الخلية لداخلها لحرقها لتم إصلاحه، أو بسبب وجود أجسام مضادة لهرمون أو أكثر مسببا تلك الحالة لانخفاض الوزن بإصلاحه مع اتباع برنامج صحي متوازن.