تظاهر الآلاف في أكثر من 100 مدينة مغربية الأحد في مسيرات سلمية للمطالبة بإصلاحات واسعة ووضع نهاية للاعتقال السياسي في ثالث يوم للاحتجاجات الحاشدة منذ أن بدأت في فبراير. وشهدت التظاهرات لأول مرّة مشاركة الجماعات السلفية التي رفعت لافتات تطالب بالإفراج عن معتقليها. متظاهرون مغاربة يطالبون بالتغيير ومكافحة الفساد في مراكش الاثنين ( اليوم) وشارك زهاء عشرة آلاف شخص في الاحتجاج بالدار البيضاء كبرى مدن المغرب, فيما ندد آلاف آخرون في العاصمة الرباط ومرّاكش بالفساد والتعذيب والبطالة، داعين لإسقاط ما سموها «حكومة الفساد» وحل البرلمان وتحرير الإعلام وإصلاح التعليم ومحاكمة المفسدين. في مدينة المدينة الحمراء مراكش انطلق الآلاف من مختلف الأعمار، مرددين شعارات الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية، ونددت الشعارات المرفوعة بسوء تسيير الحكومة معظم الملفات، وعلى رأسها ملفات التعليم واستقلالية القضاء ومحاكمة المتورطين في ملفات الفساد، كذلك إلغاء مهرجان موازين السنوي احتفاء بالموسيقى العالمية ويشرف عليه «الماجدي» وهو أحد الرؤوس التي طالبت الجموع بإسقاطها ضمن وجوه أخرى اتهمت بقيادة الفساد في البلاد. كما رفعت شعارات تدعو بالقطيعة مع المحسوبية. «تشطح والفيسبوك يفضح» بهذه الجملة الساخرة التي تنعت القناة الثانية بالرقص مقابل فضحها على صفحات الشبكة الاجتماعية، فقد جاء على لسان خالد 27 سنة مشارك في التظاهرة بمدينة مراكش: «لا يعقل أن نتتبع مجمل الأخبار والحقائق من خلال صفحات الفيسبوك أو قناة الجزيرة مقابل ما نشهده من تعتيم إعلامي مفضوح لمجمل قضايا المغرب الحساسة» وفي نفس السياق توافقه الرأي السيدة آمنة 36 سنة وأم لطفلين ، حيث أردفت قائلة: «بتّ استحي مما تقدمه قنواتنا العمومية من تفسخ أخلاقي وبرامج فارغة». واصطحب رضوان ملوك معه ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام وهو يحمل لافتة تطالب «بمغرب جديد»، وقال: «هذا أمر يخص الصغار أكثر مما يخصنا»، وأضاف «لم يكن بمقدور آبائنا أن يحدثونا عن القضايا السياسية. كانوا خائفين. يجب أن يتغير ذلك»، وقال رجل يبلغ من العمر 74 عاما قال: إن اسمه أحمد من حق شبان المغرب الاحتجاج. وحملت «حركة براكا» الشبابية التي تعتبر نفسها جزءا من مخاض التغيير، على عاتقها وفي أول خروجها لشوارع مراكش رغبتها في التطهير والإطاحة برؤوس الفساد، حيث صرّح ممثل الحركة طارق بنهدا بأن الحركة جزء من حركة 20 فبراير وان لديهم نفس المطالب، غير أن منظمي 20 فبراير كان لهم رأي آخر، إذ رفضوا التحاقها بهم، وبالتالي تم انقسام المسيرة إلى ثلاث دفعات.