بداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لسيدي خادم الحرمين الشريفين، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وكافة أفراد الأسرة المالكة، والشعب السعودي الكريم بهذه المناسبة الغالية علينا جميعا، وندعو الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا آمنة من كل شر، والمملكة في وقتنا الحالي تتميز ببنية تقنية تحتية قوية، منذ أن قامت بتأسيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وصاحب طوال الفترة السابقة تطور كبير في خدمات الاتصالات المقدمة، مما ساعد بشكل كبير أن تكون التقنية متاحة لجميع المواطنين السعوديين والمقيمين بكل يسر وسهولة، واستخدامها الكبير في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وهذا انعكس على الأعداد الكبيرة والمتزايدة في استخدام تطبيقات التقنية من قبل السعوديين، ويعتبرون في الوقت الحالي من أعلى الشعوب في العالم استخداما لها. هذه الإيجابية الكبيرة التي نتمتع بها حاليا عبر توافر التقنية، علينا استغلالها بشكل كبير في أن تنعكس على امتلاك التقنية وتطويرها وليس استخدامها فقط، ومن وجهة نظري المتواضعة، نحن مؤهلون لذلك بشكل كبير، وذلك من خلال الأعداد الكبيرة للخريجين المتخصصين في الحاسب الآلي والبرمجيات، وكذلك الأعداد اللامحدودة والهائلة من هواة تطوير التقنيات، ولكن الأهم من ذلك هو كيفىة استغلال هذه الطاقات، وتوجيهها التوجيه الأمثل والمناسب، والذي ممكن أن نجني منه قيمة مضافة كبيرة للشباب السعوديين والوطن بشكل عام. لا شك أن بعض الشباب السعوديين نجحوا في تطوير بعض البرامج، وكذلك بعض الشركات المتخصصة، إلا أن المأمول أكبر من ذلك بكثير، وهذا الكثير لن يتحقق إلا بوجود استراتيجية عمل واضحة؛ لاحتضان هؤلاء الموهوبين وتدريبهم ودعمهم بشكل كبير، ولعلنا نستفيد من الدول التي سبقتنا بهذا المجال، فوادي (بانقلور) العملاق في جمهورية الهند لم يكن كذلك، لولا أن الهند نجحت في انشاء هذا الوادي، واستدعاء خبرائها الذين كانوا يعملون في وادي السيلكون في امريكا والشركات العملاقة هناك؛ وذلك لتحقيق حلمهم بأن يكونوا أحد أكبر دول العالم في امتلاك وصناعة البرمجيات، وبالفعل وبعد سنوات بسيطة أصبحت الشركات الهندية العاملة في هذا المجال من أكبر الشركات العالمية، وتحقق حلمهم الكبير بذلك الإنجاز. ونحن في المملكة، لدينا المقدرة الكافية، في أن نحقق نجاحا كبيرا ومشابها لما تحقق في تلك الدول، عبر وضع منظومة متكاملة لهذا العمل، وأن تستغل ثروة الشباب من كلا الجنسين وحماسهم، التي نمتلكها، وأن نصنع لهم خارطة الطريق، التي تساعدهم في تحقيق هذا الأمل وأن نكون بالفعل استطعنا أن نستغل هذه الطاقات الاستغلال الأمثل، والبحث عن نموذج مختلف؛ لتطوير مثل هذه المبادرات، وأهمها الابتعاد عن البروقراطية، واستدعاء الكفاءات المحلية والعالمية؛ لتطوير وتنفيذ هذا النموذج. [email protected]