الكثير منا يلاحظ الانتشار الكبير لرياضة ركوب الدراجات النارية في شوارعنا، فهذا النوع من الرياضات له عشاق كثر ومن مختلف الأعمار، فمنهم الأطباء والمهندسون ورجال الأعمال أيضاً، والذين يدفعون الأموال الطائلة لشراء هذه الدراجات النارية؛ للاستمتاع بركوبها وقيادتها في الطرقات والذهاب بها في رحلات تتنقل بين مدن المملكة والدول المجاورة وبمجموعات كبيرة. هذه الرياضة تحتاج لكثير من الدعم الفني لإصلاحها وإضافة التعديلات التي يرغب بها مالكوها، مما فتح نوعا جديدا من الأعمال والمهن التي يقبل عليها السعوديون مؤخراً وبكثرة، رغم الصعوبات التي يواجهونها في هذا النوع من الأسواق. حسن عبيد الجيزاني والبالغ من العمر 23 عاماً، من السعوديين القلائل الذين يعملون في تعديل وصيانة وتصميم الدراجات النارية منذ أكثر من 5 سنوات في المنطقة الشرقية. يقول حسن: إن البداية كانت بعد التخرج وحصولي على الدبلوم الصناعي، وبعد ذلك التحقت بإحدى الشركات العالمية والمتخصصة في بيع وصيانة الدراجات النارية، ومن خلال العمل معهم حصلت على المزيد من الخبرات المهمة، بالاضافة للدورات خارج المملكة، وبعد كل ما سبق أصبحت أكثر خبرة ومعرفة في صيانة وتصميم وتعديل الدراجات بمختلف أنواعها، أهلتني للبداء بمشروع ورشتي الخاصة. من المهام التي أقوم بها في ورشتي، بناء الدراجات النارية بحسب رغبة الزبون والمواصفات التي يريدها، فأنا اقوم بتجميع قطعها وتركيبها مع بعضها البعض، وفي النهاية تتحول لدراجة نارية متفردة في المواصفات والشكل، فكل جزء بها يحمل لمسات خاصة لا يمكن أن نراها في الدراجات الأخرى. هناك تصاميم كثيرة مختلفة للدراجات النارية، وفي البداية يكون التصميم مع الهيكل الرئيسي للدراجة والذي سيحمل جميع الأجزاء والإطارات، فهناك من يرغب باستخدام إطارات كبيرة جداً، وهناك من يرغب بأن تكون أجزاء تصنع حسب الرغبة، وفي العادة هذه المواصفات تكون تكلفتها مرتفعة. هناك إقبال كبير من جميع الفئات العمرية لقيادة هذه الدراجات رغم ارتفاع أثمانها، والاعمار تبدأ في العادة من منتصف العشرينات، وتصل اعمار بعض الدراجين إلى السبعين! وهم من جميع الطبقات والتخصصات، فمنهم الأطباء والمهندسون والمحامون ورجال الأعمال والمسؤولون. تبدأ التكلفة المالية لبناء الدراجات النارية من 40000 ريال تقريباً، وتصل لأكثر من 200000 ريال، فكل زبون يختار ما يناسبه من طريقة البناء وأنواع القطع التي ستستخدم في دراجته، فهناك الكثير من الخيارات التي يستطيع الزبون أن يفضل منها ما يشاء. هناك تجمعات خاصة بملاك الدراجات النارية بمختلف المناطق، يقومون من خلالها بتنظيم الرحلات الخاصة لدول الخليج والدول الأخرى المجاورة؛ لحضور المناسبات الخاصة والمعارض التي تعنى بالدراجات النارية، وهذا الأمر يسمح للمالك بالاستمتاع بقيادة دراجته، لمسافات طويلة برفقة الاخرين، وقد يصل عدد الدراجات النارية المشاركة في تلك الرحلات إلى أكثر من 200 دراجة، وهذا الأمر يساعد في انتشار هذه الهواية. كانت لي محاولات ناجحة في تصنيع الدراجات النارية ولله الحمد، وقد حاولت التقدم للحصول على التصاريح اللازمة لافتتاح مصنع متخصص، ولكن اصطدامي بالقوانين والعقبات الكثيرة حال دون إكمالي هذه المهمة، وما شجعني على هذا الأمر هو وجود الشباب الجاد والإمكانيات الجيدة لتوطين هذا النوع من الأعمال، ولكن للأسف ليس بالأمر السهل.