كان هواة الدراجات النارية، يجوبون الشوارع بلا هدف، و يزعجون المارة، ويقومون بسلوكيات وتصرفات منبوذة، هذا هو المنظر المعتاد، الذي يظهر للمجتمع، ولكن اختلف الواقع كثيرا لدى فريق”ظهران رايدرز”. بدأت فكرة الفريق بتجمع لهواة الدراجات النارية الذين يمارسون هذه الهواية بطريقة نموذجية آمنة، وتطورت لتشكل تجمعا له تسلسله الإداري، وأنشطة لامحدودة من الرحلات الداخلية والخارجية، ومشاركات اجتماعية وترفيهية، بعد أخذهم التصريحات اللازمة كفريق رحّال. ولا تعيق الفريق أي حدود عمرية فمنهم طلبة جامعات ومنهم من اقترب من الستين، كلهم تجمعهم روح الشباب والمغامرة والنظام، كما أنهم من مختلف الأطياف، والمهن، كما تجد فيها الطبيب، والمهندس، والعامل، ورجل الأمن، والموظف الحكومي، ورجل الأعمال. واللافت في مسيرتهم تنظيم مختلف لا يتضح من أول وهلة، فهناك القائد الأمامي، وشخص يتابع من الخلف، كما أن هناك من يحمي الفريق من الجانبين عن أي خطر، ومهمة القائد ليست سهلة، أو بالأحرى لا تتاح لأي درّاج، فله مواصفات معينة أبسطها الإلمام بإشارات معينة تعطي كامل الفريق المعلومات حول مسار الرحلة، أي خطورة أو انحناء. هذا إذا عرفنا أن الرحلات قد تصل للكثير من الدول العربية والإسلامية. ويقول الناطق الرسمي للفريق عارف السلطان ل «الشرق« يستطيع الدراج أن يسير لمسافات تتجاوز ثلاثمائة كيلومتر دون توقف، هذا في الأجواء المناسبة لأن الحر الشديد وكذا البرد غير مناسبين للدرّاج والدراجة، أما تقييم الدراجات فتختلف باختلاف الموديل والإصدار والإكسسوارات المحيطة بها، حيث تتجاوز في بعض الأحيان ال 160 ألف ريال سعودي”. وعن الأنشطة أشار السلطان إلى أن الفريق يقوم ببعض الأعمال التطوعية مع الجمعيات الخيرية، وكذلك المشاركة في اليوم الوطني بمسيرات تعزز من معاني الانتماء والولاء لدى الجماهير، كما أن هناك جانبا ترفيهيا يتمثل بالرحلات الطويلة والقصيرة، وتتاح الفرصة اختياريا لمن يرغب المشاركة من الأعضاء. وأضاف “محبو هذه الرياضة كثر، ولكن من يريد الانضمام لهذه المجموعة لابد له من مواصفات وضوابط، حيث يمر بمراحل من الاختبار والتجربة ليعطى بعدها الفرصة للانضمام للفريق، أهمها السلوك الحسن، واستخدام أدوات السلامة أثناء القيادة، والمشاركة الفعلية في أنشطة الفريق”. مبيناً أن فريق(ظهران رايدرز) لديه علاقات وطيدة مع الفرق المحلية والإقليمية حيث يتبادلون الزيارات كما يشاركون في كثير من الأنشطة الجماعية. ويؤكد السلطان أن هذه الرياضة تجد رواجا كبيرا حتى عند السيدات، لكن وبطبيعة الحال لايمكنهن المشاركة في أي من الفعاليات حيث إن القوانين تمنعهن من ركوب الدراجات، ثم إن صيانة هذه الدراجات مكلفة لقلة الورش التي تتعامل معها، والوكالات في الغالب تستغل هذا الجانب وتضغط على ملاك هذه الدراجات، مع التنوع الحاصل في السوق.وأضاف “يحلم أعضاء فريق (ظهران رايدرز) بمقر دائم نجتمع فيه أسوة ببعض الفرق الخليجية، وهذا لا يأتي إلا بتبني القطاع الخاص لنا، حيث إن هناك مصروفات إدارية نضطر كثيرا لجمع ميزانية محدودة في كل نشاط، وتصرف على الملابس والشعارات”.