التكافل الاجتماعي من القضايا الجوهرية في السلوك الفردي والجمعي لكل من يملك القدرة والعزم والإرادة للمساهمة في سد الثغرات الاجتماعية، وذلك من القيم الأصيلة في ديننا، فليست السلطة وحدها معنية بذلك وإنما هناك دور اجتماعي يفتح مجالا وبابا للمشاركة والحصول على الأجر والثواب، ولذلك كثيرا ما نرى مبادرات في عدة مسارات لأفراد ومؤسسات من أجل تشييد مرفق أو مشروع اجتماعي يدعم مسألة التكافل والتواصل فيما بيننا بالمرحمة. ومنظمات المجتمع المدني أمامها مساحات واسعة للتحرك في هذا المجال، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية بصورة عامة تسهم هذه المنظمات في مختلف المجالات وتسد الثغرات الاجتماعية مدعومة بتطبيقات المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات الاقتصادية، وينشط العمل التطوعي بصورة نموذجية على نحو أفضل كثيرا مما لدينا في مجتمعاتنا المعنية بذلك بصورة أساسية، ذلك أن استنهاض القيم الخيرية ليس مسألة صعبة بحكم الوعي الكامن في العقلية الغربية تجاه برامج ومشروعات الخدمة الاجتماعية. إذا قست ذلك بما يمكن أن تقوم به منظمة خيرية فإنه بلا شك سيتطلب دراسات وإهدار جزء مقدر من المال في الدراسات والنثريات ويتأخر المشروع وربما لا يتم، ولذلك فإن مثل هذه المبادرات إذا ما تكررت وتعددت فإن ثمارها وغرسها الإنساني يعجل بالمعالجة وتحقيق الكفاية الاجتماعية التي نطمح اليها. ربما كانت المبادرات الفردية في مجتمعنا ذات جدوى أكثر مما تقوم به المؤسسات المدنية التي تتعرض للرهق البيروقراطي والتسويف، وفي هذا السياق استشهد بالمبادرة الخيرية التي أطلقتها إحدى السيدات بإنشاء مبنى لليتيمات في الاحساء يضمن انتقال يتيمات الأحساء من ذوات الظروف الخاصة اللاتي تشرف على رعايتهن جمعية فتاة الأحساء إلى المقر الجديد، بدلا من مقر سكنهن الحالي الذي لم يعد يلبي تطلعات جمعية فتاة الأحساء. صاحبة المبادرة رصدت نحو 21 مليون ريال لبناء مشروع متكامل يعالج قضية السكنى ولا يقف عندها وحسب، بل يتجاوز في تصميمه الحاجة للسكن إلى معالجة قضايا اجتماعية متعددة قد تقف في طريق اليتيمات، بما يشمل كثيرا من الخدمات النوعية التي تجعل بيئة الحضانة والاستيعاب لهذه الفئة ملائمة وإنسانية بصورة مثالية، وإذا قست ذلك بما يمكن أن تقوم به منظمة خيرية فإنه بلا شك سيتطلب دراسات وإهدار جزء مقدر من المال في الدراسات والنثريات ويتأخر المشروع وربما لا يتم، ولذلك فإن مثل هذه المبادرات إذا ما تكررت وتعددت فإن ثمارها وغرسها الإنساني يعجل بالمعالجة وتحقيق الكفاية الاجتماعية التي نطمح اليها. من الضروري أن نشيد بالسيدة الفاضلة عائشة الراشد لأنها نموذج للعطاء، ونشكرها على جميل فعلها ومسلكها، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فهي عملت صالحا ثوابه وأجره على الله، واعتقد أن هناك كثيرا من المقتدرين الذين يحبون مثل هذا السلوك ولكنهم لا يعرفون كيفية الوصول الى الاحتياجات الفعلية، ولذلك نأمل من وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الخيرية أن تعد خريطة اجتماعية للاحتياجات وتضعها بيد من يرغب في العمل الخيري كجزء من مساهمة الخير وباب للحصول على الأجر، فالدولة تقوم بواجباتها ولكن في نفس الوقت تسمح لمن يرغبون في العطاء والقيام بواجباتهم الاجتماعية والوطنية أن يشاركوا ويبذلوا المعروف والخير، فالتكافل الاجتماعي من الفضائل الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية التي يتجه اليها كل صاحب سعة وطاقة خير ولا ينبغي أن نحرمهم منها وإنما نساعدهم ونوجههم التوجيه الحسن الى ذلك، فجميعنا يرغب في عمل الخير بحسب طاقته وقدراته ولا بد من توظيف ذلك لصالح مجتمعنا وأفرادنا ووطننا. تويتر :@sukinameshekhis