القرارات الأخيرة المتعلقة بإحالة عدد من المتهمين في قضايا فساد جدة قطعت الشك باليقين بأن العبارة الشهيرة للملك يحفظه الله "كائن من كان" في طريقها لتكون السلاح الأقوى لقطع جذور الفساد . ومن هذا المنطلق تابعنا قضية كاتب العدل الذي اعترف بقبوله الرشوة وهو الاعتراف الذي أرى أنه مبرر منطقي لتغيير لقبه من كاتب عدل إلى كاتب زور .الإعلام تطرق لقضية هذا المرتشي لكنه لم يسأل عن الطرف الثاني في الجريمة وهو "الراشي" فليس من المنطقي وجود جريمة رشوة يرتكبها شخص واحد وما دام أنه حددت هوية هذا المرتشي فلابد أيضا أن تحدد هوية الراشي الذي نال حصة الأسد من تلك الغنيمة "الحرام" .وحتى لو كان الراشي من ضمن قائمة الفاسدين الذين تمت إحالتهم للقضاء ، فإن من الواجب أن تعلن الجهة المختصة اسمه كما أعلنت عن اسم كاتب الزور والجريمة التي اغترفها . عندي قناعة بأن الراشي هو أحد الهوامير الكبيرة ولهذا فالإعلان عنه سيمنح هيئة مكافحة الفساد مزيدا من الثقة والمصداقية أمام الناس وسيضرب بقوة أطناب الفساد وسيربك حسابات المفسدين . السكين الصغيرة لا تقطع أوصال الهوامير ولهذا استعملوا الساطور لتقطيع أوصالهم والقضاء عليهم . ولكم تحياتي [email protected]