استغرب كثيرا عندما أرى ان مشاريع البنية التحتية تتكرر في الشارع الواحد عدة مرات ، وعندما نتأمل في التعديلات التي تتم أو تمت نراها تتكرر بشكل كبير من فترة إلى اخرى وتنحصر الأسباب عادة في توسعة الطرق أو ايجاد حلول لاستيعاب الزيادة المتنامية لاستخدام نفس الطريق أو الخدمة من فترة إلى اخرى وبالتالي تتجدد الأزمة على نفس الطريق وعندها يتم التفكير مجددا في استنباط أفكار ابداعية متجددة لاستيعاب الحالة المفاجئة التي اصبح يمر بها هذا الشارع الضيق !! في رأيي المتواضع أن ما يمر به الشارع الضيق يعبر عن قدرتنا المحدودة في استشراف المستقبل واللجوء إلى الحلول المؤقتة دون الحلول الجذرية ، لا يوجد شك ان نوايا المسئولين والقائمين على هذه الاعمال هو العمل الجاد وان الهدف هو تقديم خدمة تساهم في راحة المجتمعما أدى في نهاية المطاف ان غالبية مدن المملكة تعيش مشاريع اعادة تهيئة على شوارعها الرئيسية ، والمستغرب في هذا الموضوع ان هذه المشاريع بدأ العمل فيها منذ عدة سنوات ، ولا يوجد في الافق ان هذه المشاريع ستنتهي في وقت قريب ، لان غياب التخطيط والاسلوب التي يتم التعامل به مع هذا النوع من المشاريع يزيد من الأزمة ولا يحلها، واصبحت من الامور الباكية الضاحكة في نفس الوقت ، والتندر في المجالس عما يحدث غير مستغرب واصبح جزءا من حياتنا الاجتماعية اليومية . لا يوجد شك ان نوايا المسئولين والقائمين على هذه الاعمال هو العمل الجاد وان الهدف هو تقديم خدمة تساهم في راحة المجتمع ، ولكن مع الأسف يبدو اننا لم نصل الى تحقيق هذه الاهداف بالشكل المطلوب ، والسبب في نظري اننا مازلنا نمارس ذلك بوضع الحلول التقليدية والاتكالية في ارتكاب الممارسة الخاطئة دون ان يخرج لنا أحد ويتحمل المسئولية كاملة ، ولا اعتقد ان المسئولين لدينا لم يشاهدوا حتى الان الكثير من الدول ومدى قدرتها على التخطيط العمراني بشكل متنامٍ ، وبتكاليف اقل ، والاغرب ان بعض هذه الدول يبلغ عدد سكانها بالمقارنة مع سكاننا بشكل مضاعف وتمر السنوات والشوارع والطرق في تلك البلدان دون اعمال صيانة ولم تضيق الشوارع بهم ولم يتذمروا من شوارعهم . علينا أن نفكر في حلول أفقية وليس رأسية أثناء اتباع منهجية التخطيط الحضري وتوسع المدن مع التفكير والتخطيط بتوافر الخدمات والقدرة على ربط المدن والمحافظات بشبكات نقل عام ، من خلال الاستفادة من الرقعة الجغرافية التي من الله علينا بها في المملكة ومنحها ارضا شاسعة يتطلب استغلالها في بناء دولة حديثة قوية تخدم الجيل الحالي والأجيال القادمة ، لذا يتطلب التفكير في تغيير المسار الحالي ورسم استراتيجية وخطط متكاملة تعبر عن ثقافة مجتمعنا وتوفر المساعدة على العيش الكريم والتغلب على المعاناة التي اصبحت جزءا من حياتنا اليومية وبدأت سلبياتها تؤثر على كل اوجه الحياة . [email protected]