تزداد معضلة توطين الوظائف يوما بعد يوم دون وجود أسباب مبررة لذلك ، فالجميع يعلم مدى ضخامة وقوة الاقتصاد السعودي ، ولكن يبدو أن هذه القوة تتمركز في اجمالي النمو فقط دون المكاسب المنتظرة من وراء هذا النمو وأهمها قدرة هذا الاقتصاد على استيعاب وخلق الوظائف للمواطنين السعوديين ، أيضاً يجب علينا الاعتراف بان الحلول ليس فقط في حل وحيد بل يجب ان تكون هناك عدة حلول للوصول الى النتيجة النهائية وهي قدرة الاقتصاد السعودي في مختلف مراحل النمو على خلق وظائف وتوطينها من اجل الأجيال القادمة . لا شك في ان نمو الاقتصاد يخلق العديد من الوظائف بشكل طبيعي ولكن الملاحظة هي ان غالبية هذه الوظائف من المراتب المتدنية وبالتالي هذه النوعية من الوظائف المعروضة لا تلقى جاذبية كافية لدى السعوديين ولا اريد ان اخوض في الحلول التقليدية التي رددناها مرارا وتكرارا فلنترك المسئولين عن هذه القضية للتمعن بالحلول والاقتراحات التي تم طرحها من الكثيرين والمختصين لاختيار افضلها ، لان الهدف الاساسي هو البحث عن أفضل الطرق التي ستؤدي الى إتاحة الفرص الوظيفية للسعوديين بحيث تكون واقعا ملموسا ، وقد يكون حل الجودة في اداء الاعمال احد الحلول التي لم نتطرق اليها بعد ، حيث جودة الأداء لها تأثير كبير على استراتيجية المنشأة واسلوب التخطيط المتبع ، كذلك خطط الجودة ستصب في مصلحة المنشأة ومصلحة الاقتصاد الوطني ، وتأثيرها قوي على عدة عناصر وأهمها قوة المنتج وجودة الخدمة والسعر المنافس ورضا العملاء . لا شك في ان نمو الاقتصاد يخلق العديد من الوظائف بشكل طبيعي ولكن الملاحظة هي ان غالبية هذه الوظائف من المراتب المتدنية وبالتالي هذه النوعية من الوظائف المعروضة لا تلقى جاذبية كافية لدى السعوديين حيث انهم يبحثون على وظائف اكثر دخلا واكثر استقرارا ، وقد يبدو ان الكثير من المهتمين والمحللين بدأوا يركزون على هذه القضية وهي نوعية الوظائف التي يتم دعوة السعوديين اليها او بالمعنى الأدق نوعية الوظائف التي يتم تأهيل السعوديين للعمل بها ، وبالتالي تعتبر الجودة ، عاملا مؤثرا في معايير التوظيف والقدرة على الاستقطاب . ومن الناحية الاقتصادية فسعر المنتج يؤثر على صافي الأرباح بعد خصم التكاليف ، وتعتبر تكاليف الأيدي العاملة من اهم التكاليف وبالتالي البحث عن الأيدي العاملة الرخيصة او التي تحقق معادلة الأرباح المعقولة هي محل اهتمام المخططين لأي منشأة ، حيث المنافسة والسعر ليس بالأمر السهل التحكم بهما ، ولكن متى ما كان هناك تفكير جدي بتغيير نوعية المعروض من الخدمات والمنتجات وبمستوى عال من الجودة فان ذلك سيأخذ منحى اخر من توجه السوق وقدرة المنتج على المنافسة محليا ودوليا ، وستكون هناك حصة لا بأس بها من المستهلكين تستطيع ان تنفق على ما تحصل عليه من خدمات متميزة ، وهنا قد يكون من المناسب ان نخطط لتوطين الوظائف للسعوديين وبشكل متوازٍ مع الارتقاء بجودة المعروض من الخدمات وعندها ستتوافر القدرة على دفع رواتب مجزية للسعوديين وتأمين دخل مناسب لهم. [email protected]