استضاف مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للدراسات والبحوث الإسلامية بالدمام مساء الثلاثاء الماضي الكاتب والباحث مهنا الحبيل في محاضرة تحت عنوان «الأمير شكيب أرسلان لمحات من حياته » أوضح من خلالها أن الأمير شكيب ارسلان من المفكرين الأمميين وأن استعراض حياته اليوم ضرورة لما سماه بعصر اليقظة الاسلامية التي تخلف مرحلة الصحوة بايجابياتها وسلبياتها ويهيئ لفكر النهضة الاسلامي . وأضاف ان الامير شكيب كان المفكر المشارك والمندمج في الحياة السياسية والاجتماعية ،وعاش التقاطعات الكبيرة في حياته كالشخصية الاجتماعية البارزة والأسرة الأرسلانية المؤثرة في لبنان ثم في مسار شخصيته ومواقفه وسوريا الكبرى ودور الامير بين الجبل والأمة والطائفة ودعوته للجامعة الاسلامية الى الوحدة السياسية ونبذ التقسيم ودوره في نشر التقدم الفكري للمسلمين ومشاركته في محطات الجهاد ضد الاحتلال خاصة ليبيا وصولا الى توثيق ميثاق الجامعة العربية ودعم الاستقلال لبلدان الوطن العربي . واعتبر الحبيل ان شخصية الأمير شكيب التي اعتنت بنشر مبادئ وأصول وفقه الفكر الإسلامي في ذات الوقت الذي استمر فيه كزعيم في الطائفة الدرزية وواءم بينها وبين الدولة العثمانية ومنع اصطدامها العسكري وسعى الى تأمين حقوق الطائفة ، تعتبر ظاهرة مهمة جدا يحتاج لها العرب في هذا الزمان . كما أكد أن الأمير شكيب كان رجل الدولة العثمانية للفكرة والوحدة الاسلامية والعربية وصداقاتها وتقاطعاتها الصعبة. وكانت شهادته مهمة جدا في تقييم أحداث الصراع الداخلي ووضع السلطنة في الحرب العالمية الأولى وإسقاط العالم الاسلامي الموحد برمزية سياسية مع الأستانة والتقسيم. وأبرز المحاضر الحبيل جانب علاقات الأمير وجسوره وشفاعاته وتدخلاته ووساطاته لإنقاذ الشخصيات السياسية والاجتماعية كمنهج لحياته الشخصية. في حين استعرض أسباب خلافه مع القوميين العرب في تحالفهم مع فرنسا وانجلترا . وأجاب عن اشكالية علاقة الأمير شكيب بين شخصيتين عثمانيتين ..المستبد السفاح جمال باشا والقائد العسكري الوحدوي أنور باشا . وقال إن أرسلان في سيرته الذاتية التي طبعتها الدار التقدمية بقلمه كان يبدي ألما لما تعرض له من تشويه مواقفه وسيرته خاصة من حركة المثقفين المسيحيين وان ذلك احدى الدوافع في تأليف سيرته . واستطرد الحبيل مؤكدا على مواقف الامير من مجازر ودوافع جمال باشا السفاح في استهدافه لمسيحيي لبنان ورفضه لها. واعتبر سيرة وحياة الامير شكيب في شهادته عن مراحل الصرع الداخلي في الدولة العثمانية مهمة جدا وكذلك شهادته المتوازنة في قصة خلع السلطان عبد الحميد والتفاصيل المهمة والرؤية المتوازنة النقدية من عهد السلطان عبد الحميد كما أبرزت المحاضرة دور الأمير في دعم المقاومة الليبية بعد تخلي العثمانيين عنها لعلاقتهم مع ايطاليا . وأكد المحاضر أن سيرة الامير شكيب ثروة كبيرة من المعلومات وشهادة للتاريخ وملزمة للدروس بعد التفحص في ( اجتهادات الأمير) الذي اختتم حياته عام 1946 بعد كفاح ثقافي وسياسي لدعم فلسطين حيث توفي بعد اعلان استقلال لبنان وعودته بعد مطاردة الفرنسيين له وقال كلمته المشهورة وقد دمعت عيناه بلغوا وصيتي للعرب.. أوصيهم بفلسطين.