رأى رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط «أننا ندور على العواصم والقارات القريبة والبعيدة بحثاً عن هوية ضائعة واستقلال تائه». وتحدث جنبلاط في افتتاح ندوة فكرية بعنوان «الأمير شكيب أرسلان (جده لأمه): مقاربة معاصرة»، في السراي الأرسلانية في الشويفات أمس، لمناسبة الذكرى الأربعين بعد المئة لميلاده، في حضور رئيس «الحزب الديموقراطي» الأمير طلال أرسلان وحشد من قادة الحزبين والنواب والوزراء. وركز جنبلاط في كلمته على مسيرة حياته الثقافية والتحررية والنضالية، فقال: «ما أشبه اليوم بالأمس هو الذي رسم الطريق، طريق العروبة الأمير شكيب أرسلان أمير البيان صديق الملك فيصل الأول ودعوته للحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية وعدم اللحاق الأعمى بالغرب، لم نعنِ عدم الاستفادة من معارف الغرب في مجالات البحث العلمي الدقيقة». واضاف: «كما أن تعلقه بالحريات السياسية والمدنية وحقوق المواطنية أكدت رغبته بأن تتحرر الشعوب العربية والإسلامية وتنال استقلالها السياسي كمدخل لتطورها وتقدمها، وها نحن نأخذ اليوم من الغرب عاداته السيئة ونسقطها على مجتمعاتنا ولا نبحث عن العادات الحسنة لنستفيد منها، ونفصّل الديموقراطية على مقاساتنا ولا نتذكر حقوق الإنسان إلا لماماً». واضاف: «ما أشبه اليوم بالأمس، وما أحوجنا اليوم الى أمثاله في هذا العالم العربي القابع في الظلام المدقع والأمية والفقر والجوع والجهل والتصحر الفكري والخُلقي هو عنوان مجتمعاتنا العربية». وقال: «الأمير شكيب أرسلان تنقل بين باريس ولندن وموسكو والأستانة وجنيف والولايات المتحدة حاملاً قضية الاستقلال الوطني والقومي ورافضاً الاستعمار مطالباً بالوحدة العربية، فإذا بكل أمانيه تخيب وتتحطم عند صخرة المصالح الكبرى والحسابات الفئوية. وها نحن اليوم ندور على العواصم والقارات القريبة والبعيدة بحثاً عن هوية ضائعة واستقلال تائه». واعتبر جنبلاط أن «من هنا من الشويفات المناضلة انطلق الأمير شكيب وإليها عاد وبقيت معقلاً وطنياً عربياً قدمت الشهادات دفاعاً عن القضية العربية. وقدمت الشهداء دفاعاً عن القضية العربية والقومية، كما قاوم الأمير شكيب الاستعمار الغربي فقاومت الشويفات مع الضاحية ومع بيروت والإقليم وصيدا ومع كل لبنان، إسرائيل وأعوان إسرائيل». ووجه التحية الى جده الأمير شكيب «والوالدة مي التي أكدت دور المختارة العربي والوطني والفلسطيني والاستقلالي وكانت في القريب أو البعيد الى جانب الشهيد الأول كمال جنبلاط والتي في كل تحد سياسي من مسيرتي التمست من صلابتها قوة الاستمرار والصمود والمثابرة». وحيا السيدة خولا أرسلان. كما وجّه التحية للأمير طلال أرسلان «في هذه المناسبة الوطنية التي تجمعنا على طريق وحدة الصف والعروبة والمقاومة والمصالحة». ارسلان وقال أرسلان في كلمته: «من أجل هذه الرسالة الأصيلة التي مشى عليها أمير البيان خاض الأمير مجيد أرسلان معركة الاستقلال وقاد التمرد في بشامون وخاض حرب فلسطين وقاد الانتصار، ومن أجل هذه الرسالة أيضاً قاد الزعيم كمال جنبلاط حركة التحرر ومساندة الثورة الفلسطينية فأسس الحركة الوطنية وبهذه الرسالة نتمسك بمقاومتنا الوطنية والتكامل مع سورية».