أبدى عدد ممن علم بوجود مقبرة تقع شمال شرق محافظة حفر الباطن في مجرى شعيب وادي الباطن تذمره من موقعها والذي وصفوه بغير المناسب لوقوعه في أماكن يقصدها بعض المواطنين للتنزه خلال الأيام الموسمية والممطرة والربيعية، وأنها قريبة من أصحاب ملاك المواشي، إضافة إلى أنها مكشوفة ومفتوحة ولا توجد أية دلائل تشير إلى أنها مقبرة. «اليوم» بدورها وقفت على أرض الواقع بالصورة على عملية الدفن التي أشرف عليها مندوبو البلدية المتخصصين في هذا الجانب، كما نقلت أصوات بعض المواطنين والمقيمين، ووفقا لعبد الله ظاهر الظفيري أحد ملاك المواشي فإن موقع المقبرة غير مناسب كون المنطقة ومنذ عشرات السنين مكاناً للتنزه والرحلات البرية، وكذلك مكانا لملاك المواشي والإبل، وتوجد العديد من أملاكهم بالقرب منها المقبرة، متسائلاً «أين مكان المقبرة قبل سنتين؟. ولماذا لا يتم إبعادها عن أماكن ماشيتنا وتنزه المواطنين؟» مضيفاً :إن العمل فيها بدأ قبل سنتين تقريبا وبين كل فترة وأخرى تأتي سيارة أو سيارتين من البلدية لتقوم بحفر القبر ومن ثم إلقاء الجثة فيه ودفنها، مستنكرا أن الجهة المعنية تعمل على سرية وجود هذه المقبرة. وقال حميد بن مريبد «إننا في وقت المواسم نخرج لهذه المنطقة بعوائلنا وأطفالنا وكانوا هنا يلعبون ويتجولون ولانعلم بوجود مقبرة، وكنا نجلس على هذه الصخور الصلبة ولم نتصور يوما أن تحتها موتى، مستنكرا وبكل شدة هذا التصرف من الجهة القائمة التي تجاهلت إشعار المواطنين والمقيمين عبر علامات أو لوحات. وبدت علامات الذهول على المهندسين محمد عبدالبديع وإسلام جابر المشرفَين على مشروع الصرف الصحي ،وصُدما بعد علمهما بمقبرة تقع بقربهما بعدما شاهدا عملية الدفن لا تبعد عن المشروع الذي يشرفان عليه سوى بضعة امتار كون خط سير العمل يمر بمحاذاة المقبرة، وقالا: «نعمل بالمشروع منذ سنتين ولا نعلم ولم يشعرنا أحدٌ بوجود مقبرة هنا»، مضيفين: إن المشروع لو مرّ بالمقبرة لتم حفر الموتى ونبشها بآلات الحفر، ثم كُنا وقعنا في أزمة كبيرة ونفسيةٍ وصدمة لأننا لم تمرْ علينا حالة كهذه. من جهتها، جاءت ردود بلدية حفرالباطن من خلال ما ذكره رئيسها محمد الشايع بأن هذه المقبرة استحدثت عام 1427ه، نافيا وجود مقبرة سابقة تقع قرب محطة على طريق الحفر - الرقعي. وتثير هذه الإجابة تساؤلاً عريضاً مهما تجاهلت البلدية الإجابة عنه مفاده «أين كان يدفن من كان يتم رفضه من قبل ذوية؟». وفي ردِّه عن الجهات المسؤلة عن تحديد موقع مقبرة غير المسلمين الحالي، ذكر أنها لجنة شكلت من مندوبي المحافظة والمحكمة والشرطة وثلاجة الموتى والبلدية، وبالنسبة للمسافة بينها والمحافظة أوضح أنها 12 كيلومترا. وفي سؤال عن سبب عدم تسوير المقبرة وعدم إشعار الأهالي بوجودها، أجاب بأن ذلك يتم حسب الضوابط الشرعية بوضع سور ترابي وحواجز، مفيدا بأنه لم يتم إخفاء المقبرة بل تم تسويرها بحواجز ترابية وخرسانية ولوحة إرشادية. وبشأن نية البلدية بتسوير المقبرة أو نقل مكانها، أبان رئيس البلدية أن الإجابة على هذا السؤال من مهام واختصاص المحكمة أو دار الإفتاء. ووصفا لواقع المقبرة، تبيّن أنها حديثة النشأة وأن السور الترابي منخفض جدا ويستطيع المتنزه والزائر إقامة مخيمات فيها دون شعورهم أن يجلسوا ويرقدوا على أناس تم دفنهم في المنطقة نظرا لعدم وجود لوحة ارشادية، كما أن الخرسانات المتواجدة متباعدة ولا تمنع المارة وقائدي المركبات من عبورها دون علمهم بمقبرة أو ما يشير إليها.