تنتشر في منطقة الباحة العديد من المقابر المهملة والمكشوفة وغير المسورة ما جعلها عرضة للامتهان ومأوى للحيوانات الضالة وتحوّل بعضها الى مواقف للسيارات والبعض الآخر لطريق يرتاده الأهالي ومن هذه المقابر مقبرة مسير بالمندق التي تغيرت ملامحها وأصبحت معظم القبور فيها مكشوفة دون مراعاة لكرامة الموتى. يقول المواطن عمر الزهراني: الكثيرون لا يعلمون بوجود المقبرة وكثيرًا ما تتخذ كمواقف للسيارات لمجاورتها احد قصور الافراح وفي ذلك امتهان لكرامة الموتى وتعدٍِ على حرمتهم اضافة الى تغير ملامحها ولم تعد سوى عدد من الحفر وبعض رفات العظام، مضيفاً أن الاهالي تقدموا بشكوى لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للوقوف عليها واتخاذ اللازم حيالها. وابدى سعيد صالح استغرابه من تجاهل البلدية لهذه المقبرة وغيرها من المقابر إذ أصبحت مأوى للحيوانات الضالة ومرعى للمواشي دون مراعاة لحرمة الموتى. كما ان المكشوفة منها تشكل خطرا على من يعبرها وخاصة الاطفال وكبار السن وقد قام عدد من المتطوعين وفاعلي الخير بترميم بعض القبور المكشوفة وتغطيها. ويتساءل يحيى صالح لماذا لا يتم تسوير المقابر وتحديدها من قبل البلدية ؟ ولماذا لا توضع لوحات ارشادية وادعية لتشير الى موقع المقبرة ؟ الى حين تسويرها حتى لا تتعرض للامتهان وفي ذات السياق قال استاذ العقيدة الاسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور موفق كدسة: إن المقابر شعيرة من شعائر الله ينبغي الاهتمام بها وحمايتها وصيانتها وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا وقد كان النبي يزور المقابر في الليل ويدعو لهم وذلك من اهتمامه بها كما ان الدولة لم تتعرض للمقابر بجوار الحرمين الشريفين بل اهتمت بها واضاف ان الارض تسقط ملكيتها ولا يجوز التصرف بها اذا ثبت انها مقبرة. من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم هيئة الباحة ناصر الزهراني ان دور الهيئة في المقابر رقابي ويتم ابلاغ الجهات المختصة بأي مخالفة وقد لمسنا من الجهات المختصة التعاون والسرعة في المعالجة. الى ذلك قال رئيس بلدية المندق المهندس ابراهيم الشهراني إن مشاريع تسوير المقابر في المحافظة متعثرة ومتأخرة في التنفيذ من قبل المقاولين وقد تم اعتماد مشروع تسوير مقابر مسير الا ان المؤسسة لم تقم بالتنفيذ وانهاء المشروع في الوقت المحدد وطلب المقاول الانسحاب من المشروع لعدم توافر الخبرة الكافية لديه وعدم قدرته على تنفيذ المشاريع الحكومية وتمت مخاطبة الامانة بذلك، واضاف الشهراني ان غياب التصاميم لدى البلدية وصعوبة التضاريس هي من الاسباب الرئيسة لتعثر اغلب المشاريع التنموية وبخاصة المرافق العامة.