كانت المخاطر المؤثرة على السمعة هي اختصاص أقسام التسويق والعلاقات العامة، ولكنها أصبحت الآن محط اهتمام كافة الأقسام في الشركات على اختلافها، حسب استطلاع عالمي نفذه معهد «تشارترد» لمحاسبي الإدارة CIMA والمعهد الأميركي للمحاسبين القانونيين AICPA. وأوضح الاستطلاع الذي شمل كبار المدراء الماليين في الخليج الذين يحملون مؤهل «تشارترد» للمحاسبة الإدارية العالمية CGMA، أن الحاجة لمزيد من الشفافية وإخفاقات المنافسين في حماية السمعة واستخدام قنوات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و»تويتر» و»لينكد إن» تعتبر من العوامل الرئيسية في زيادة الاهتمام العالمي بهذا الموضوع الحيوي. وبالرغم من ذلك أظهر التقرير أن 70 بالمائة تقريباً من المؤسسات التي شملها الاستطلاع تستخدم المعلومات التي تأتي عن طريق تلك القنوات لمساعدتها في توقع المخاطر وإدارتها بدرجة معينة، كما بينت الإحصائيات أن 52 بالمائة من المؤسسات المشاركة في الاستطلاع لم يكن لديها أية عمليات أو نماذج رسمية لحساب التأثير المالي لعدم إدارة المخاطر المؤثرة على السمعة. وقالت السيدة غيتو أهوجا، رئيس معهد «تشارترد» لمحاسبي الإدارة لمنطقة الخليج والشرق الأوسط: «تعترف المؤسسات بشكل متزايد بالحاجة إلى أخذ المخاطر المؤثرة على السمعة بشكل جدّي جداً لكي لا تتحوّل الأزمات المحتملة إلى كوارث، وقد أقرت شركات تمثل نسبتها 20 بالمائة من المؤسسات المشاركة في الدراسة البحثية بأنها عايشت الإخفاق في إدارة المخاطر المؤثرة على السمعة في الفترات الماضية وأن الاستخدام الواسع للإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي تضع المؤسسات في بقعة الضوء على نحو صعب أكثر من السابق، ولكن الأمر المقلق للغاية يتمثل في أن الشركات لا تزال غير متيقنة من كيفية إدارة التقارير غير المالية في هذا المجال». وأضافت: «لكي نؤمن الحماية الكاملة، لا بد للمدراء وكبار المتخصصين الماليين من البدء في الابتعاد عن التركيز بشكل أساسي على المدى القصير، وينبغي عليهم الشروع في جمع المعلومات الخاصة بالمخاطر المؤثرة على السمعة وإعداد تقارير بشأنها ومراقبتها. وسيُمكنهم ذلك من إدارة أحد الأوجه الهامة لأعمالهم وأدائهم بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة على المدى الطويل ومساعدتهم في زيادة عدد الفرص وتقليل المخاطر». جدير بالذكر أن خبراء الأعمال من حملة مؤهل «تشارترد» للمحاسبة الإدارية العالمية CGMA يشكلون أكبر مجموعة في العالم من محاسبي الإدارة والاستشارات التجارية، بحضور مميز في 95 من أصل 100 علامة تجارية عالمية و91 شركة من أصل 100 شركة مدرجة على قائمة فورتشن 100، ويتمتعون بمناصب عليا كرؤساء تنفيذيين ورؤساء ومدراء ماليين ولديهم منظور واسع لآفاق مؤسساتهم وأسواقها ومناطقها على المدى الطويل.