ما الذي تتمنى أن يخرج به مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع؟ وهل تتوقع أن يكون هناك ما يضاف إلى ما طرحته المؤتمرات السابقة؟ هل يستفيد المشاركون في هذه المؤتمرات فقط أم يستفيد المشهد الثقافي بمجمله؟ ربما تبدو هذه الأسئلة تقليدية ومكررة ولكن آثرنا أن نطرحها لادراكنا أن تكرار الأسئلة لا يعني تكرار الاجابات، ولذا حاولنا أن نطرحها على مجموعة من المثقفين ممن تتنوع اهتماماتهم واعمارهم ومشاركاتهم في المؤتمرات السابقة فكانت تلك الاجابات: جائزة الدولة في البداية يجيب عن أسئلتنا الأديب محمد علي قدس قائلا:نحن على مدى يزيد على 25عاما..متجاوزين المؤتمر الأول الذي عقد في منتصف السبعينيات تكريما لرموزنا الأدباء الرواد..وكانت مطالب الأدباء في المؤتمر الثاني في مكة بعد فترة تكونت فيه أجيال جديدة من الأدباء.. حدد الأدباء مطالبهم بضرورة المسارعة في تكوين المجلس الأعلى للفنون والآداب ورابطة للأدباء والكتاب..وصندوق دعم وإعانة الأدباء والمثقفين..! ولكن يبدو أن القرارات دائما تبقى حبرا على ورق ولا تغادر قاعات النقاش فيها.كما أن مؤتمر الأدباء الثالث الذي عقد بالرياض اتخذ عددا من القرارات التي نفذ بعضها والأهم ظلت التوصيات فيه لا تتعدى سوى الوعود بتفعيلها كإعادة إحياء جائزة الدولة التقديرية للأدباء والتى أوصت بتعدد المجالات..وإتاحة الفرصة للأدباء الشباب البارزين للحصول على فرع من فروعها المستحدثة..والأمل أن يؤخذ فورا بإصدار قرارات عاجلة بوضع تلك التوصيات موضع التنفيذ المؤتمر الثالث ويقول الناقد المسرحي عباس الحايك : ما يربو على الأربع سنوات بين المؤتمر الثالث والرابع للأدباء السعوديين، رغم المطالبة أو الإعلان عن إقامته كل سنتين، وهذه السنوات الأربع الفاصلة بين المؤتمرين لم تحمل في طياتها أي تنفيذ لتوصيات المؤتمر الثالث السبع، فلم تر رابطة الأدباء ولا صندوق الدعم النور، ولم يتم تفريغ أدباء ومثقفين وفنانين لأعمالهم الإبداعية، ولا فعلت جائزة الدولة التقديرية رغم قرار مجلس الوزراء، وغيرها من التوصيات التي لا زالت حبراً على الورق، هذا ما يضعنا أمام السؤال حول جدوى مثل هذه المؤتمرات، ومدى مساهمتها في المشهد الثقافي والأدبي السعودي. المثقفون السعوديون وليس الأدباء وحدهم، يحتاجون لقرارات حقيقية تصب في صالح الحركة الثقافية، بدلا من الملتقيات الاستعراضية، والأوراق البحثية النظرية والتي لا يمكنها أن تحل الكم من المشكلات التي تواجه المثقف السعودي الذي يحتاج إلى دعم مالي ومعنوي، ويحتاج لاعتراف ومكانة، فالتوصيات التي خرج بها المؤتمر السابق هي خلاصة ما يحتاجه المثقف، وعدم تنفيذها بحجة إيجاد آلية تنفيذ أو تناسيها يجعل من هذا المؤتمر مجرد لافتة رغم غياب المضمون. تجمع ثقافي ويرى القاص حسن البطران أن مؤتمر الأدباء تجمع ثقافي وأدبي كبير يتضمن ندوات ومحاضرات وأمسيات وهو خطوة تخطوها الوزارة وتحسب لها ، ومثل هذا المؤتمر فرصة للقاء وتبادل الخبرات وتقوية الروابط فيما بينهم وتداول الهموم ووسيلة مزج بين الإبداع والنقد والتوثيق، وكل هذا في صالح المبدع والأديب في السعودية ومن خلاله يتعرف على حقوقه من خلال جلسات المؤتمر ، ولكن مع هذا هل يخرج المؤتمر بتوصيات وهل التوصيات التى يخرج بها تنفذ أم أنها ستحبس في الأدراج وهل توصيات المؤتمرات السابقة نفذت ..؟ أسئلة كثيرة ربما تطرح هنا و كوني ضمن حزمة الأدباء السعوديين يسعدني التواجد فيه ومع هذا آمل ألا يكون هدفي التواجد بحد ذاته فقط من أجل الحضور بل وسيلة لغاية .. نعم لا يخفى أن الوزارة تعمل جاهدة على تلبية رغبات الأديب السعودي ولكن هل كل الرغبات المطروحة تظهر على الساحة أم أنها فقط تمنيات ووعود في طريقها للظهور ، نعم أنا أثق أنها سوف تخرج ولكن متى يسعد بها الأديب والمثقف السعودي ، خاصة أن المبدع السعودي له حقوق عديدة ومتعددة ولكنها غير محصورة ومشتتة ولا يحصل عليها ربما لقصور في الآلية أو لا يوجد بند يحميه ، نأمل في مؤتمر المدينة مراجعة هموم المثقف والأديب ، وكل أديب ومثقف ومبدع يأمل خيراً في هذا المؤتمر وذلك استكمالاً للتطورات التي تحظى بها الوزارة في بعض الأنشطة ونأمل أن يخرج هذا المؤتمر بصدى يسعد كل الادباء السعوديين خاصة أن هذا المؤتمر يتناسب وكونه في المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام. توصيات.. مكاسب ويقول القاص خالد الخضري: من المفترض ألا نحرص على التوصيات ونكتفي بمكاسب هذه المؤتمرات الأهم، والتي تتلخص في اللقاء بين الأدباء والتعارف فيما بينهم والاستماع الى أوراق العمل المقدمة والنقاشات التي تدور حولها، وهذا بحد ذاته مكسب جيد، أما أن نخرج بتوصيات وتظل حبيسة الادراج ولا ينفذ منها شيء، فالمسألة في هذه الحالة ليست لائقة بالوزارة والجهة المنظمة للمؤتمر. وفيما يخص توصية صندوق الأدباء فإن هذا المشروع قديم وقد طرح من خلال اجتماعات الأندية الأدبية واقترحه بالذات الأديب محمد الشقحاء عندما كان سكرتيرا لنادي الطائف الأدبي، منذ عام 1400هجرية تقريبا، بمعنى أن هذا المشروع، أو الفكرة مر عليها الآن 34 سنة، فهل تحتاج توصيات مؤتمر الأدباء الى ثلاثة عقود أخرى لنعود فنتحدث عنها من جديد وهي لم تنفذ بعد. خطوات آتية فيما يقول الروائي ماجد السليمان: لقد تمت دعوتي لحضور المؤتمر ولعلنا نبحث حاليا عن الفائدة المعنوية لإحلال الجيل الجديد لنسمع منه ما يجب أن يكون في مشهدنا الثقافي. ويضيف السليمان: لا نريد فائدة مادية نريد رعاية ثقافية عالية المستوى لأن الأديب أحوج للاهتمام النفسي والشعور بأن هناك من يفكر في أمره . أتوقع بأنه سيكون انعكاسا مفاجئا بشرط ألا يكون المدعو للحضور هم نفس الوجوه التي تتكرر في كل مناسبة ثقافية. التوصيات السابقة ويؤكد الروائي خالد الشيخ بأن المؤتمر الرابع للمثقفين السعوديين جاء في وقت يتساءل فيه الكثير من المثقفين عما تم تنفيذه من توصيات للمؤتمرات الثلاثه السابقة ..كان يجب ان يقوم المسؤولون عن هذه المؤتمرات بنشر التوصيات بعد كل مؤتمر وقبل المؤتمر القادم بأيام ونشر ماتم تنفيذه على ارض الواقع من تلك التوصيات، وذلك بغرض توضيح ماتم انجازه وماتم تأجيله ومالم يمكن تنفيذه، واسباب عدم القدرة على ذلك ..هذا مايحدث من شفافية بعد المؤتمرات العملية والمنظمة .لأن ذلك يعزز موقف الجهة المنظمة ويؤكد جديتها وكذلك يشير الى جوانب الفشل او العيوب والمعوقات وذلك لوضع الحلول والتغلب على تلك المعوقات واطلاع المثقف على مايحدث وماتم . ضمان التنفيذ وتقول القاصة هيام المفلح : يفترض بالمؤتمرات أن تكون ذات فائدة كبيرة للمشاركين والحضور ليس فيما تطرحه فقط من أوراق عمل وانما ما يثريها من مناقشات ومداخلات . ولقاء المثقفين على اختلاف مشاربهم يجب ان يكون غنيا لان مايحملونه من شجون وهموم وتطلعات تفوق الواقع وتبحث عن الافضل وغالبا ما تطرح الحلول التي لو نفذت على ارض الواقع لرفعت من شأن المشهد الثقافي المحلي وحددت معالمه . وترى المفلح أن مشكلة هذه المؤتمرات هي انها تبقى حبرا على ورق.. وهذا هو ما يؤسف له.. فقبل ان نطرح توصيات المؤتمر الجديد نجد انفسنا نتساءل أين توصيات المؤتمرات التي سبقته . ومن المسؤول عن عدم تنفيذها. وكيف نضمن تنفيذ التوصيات الجديدة لهذا المؤتمر. وتختم المفلح قائلة: أنا أثق ان كل الطروحات فيه وفيما سبقه من مؤتمرات كانت جادة ونابعة من نوايا حقيقية تسعى بالبحث والدراسة لتطوير المشهد الثقافي لدينا ، ورسم استراتيجية يفتخر بها الوطن، لذا تشعر بحزن عميق عندما لاتجدها على أرض الواقع .. فكيف نضمن تنفيذ توصيات كل مؤتمر قبل أن يبدأ الذي يليه؟! بصيص ضوء في حين لا يبدو القاص والروائي عبد الله النصر متفائلاً بشأن نتائج المؤتمر إذ يقول: قياسا بالمؤتمرات او اللقاءات السابقة التي انتهت دون فائدة تذكر في وقت كانت الأرضية الثقافية والأدبية والعلاقات فيما بين الأدباء أنفسهم كانت جيدة وملائمة لإنتاج الثمر.. ومع ذلك لم تثمر تلك المؤتمرات .. فما بالك باليوم ؟. إلا أن النصر يبقي على بصيص ضوء في آخر النفق قائلاً: لكني، بناء على التفاؤل الذي أحمله دائما أقول ربما يجدي ذلك، ربما يخترقهم خيط ضوء وتحقق الساحة الأدبية من خلالهم ما يطفو عليها من أمور تطورها وتدفعها للتقدم ولو من خلال تصافي النفوس واقترابها مع بعضها ومعرفتهم لبعضهم البعض عن قرب.. إذ أن الجو الافتراضي ( الانترنت) صنع مالم يكن يصنعه الواقع من تخاذل وخيبة وتنافر. ويقول الشاعر ياسر آل غريب :مهما بلغت القوة التنظيرية لمؤتمر الأدباء فإنه يحتاج لطاقات وجهود لتدشين أفعاله على أرض الواقع. أما عن الأمنيات فهي جمة أهمها أن يأخذ الأديب السعودي موقعه بوضوح في المشهد الثقافي ، ويترك له المجال للتأثير لا أن يكون صوتا تابعا للمؤسسة ، كما أتمنى حسم مسألة الانتخابات في الأندية الأدبية وإنقاذها من المشكلات الإدارية التي تعرقل مسيرة إبداعها ، كما أود أن تعمم فكرة المهرجانات الأدبية في مناطق المملكة كافة التي تعزز التواصل الثقافي وجها لوجه . ومن الأمنيات هي نزول وزارة الثقافة والإعلام للمواطنين في الشارع والمجمع والمدارس وغيرها وكل هذه الأمور سوف تؤتي أكلها بعد حين . أما عن المستفيد فهناك أوجه متعددة فهذا المشارك تكون له حظوة فرصة المشاركة والإعلام مقابل اجتهاده في إعداد أوراقه الأدبية، وكذلك المتلقي في المشهد العام هو مستفيد بالأطروحات التي تقدم والتي هي بالطبع قدمت من أجله .