يترقب الأدباء السعوديون والمهتمون بالمشهد الأدبي والحراك الثقافي بالمملكة انطلاق مؤتمر الأدباء الرابع الذي يحتضن أدباء ومثقفي المملكة خلال الفترة من التاسع إلى الحادي عشر من أبريل 2013، إلا أنهم يتساءلون بلا شكّ عن توصيات المؤتمرين السابقين وما تحقق منهما، كما تتباين آراؤهم في اختيار المدينةالمنورة مقراً للمؤتمر بعد اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، فيما يلي نفتح الباب للاطلاع على نظرة الأدباء والمثقفين إلى مؤتمرهم. توصيات وتفعيل بدايةً يتحدث الإعلامي نايف كريري عن تغيير المكان للمؤتمر ويقول: أمر إيجابي يتوافق مع اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية وهو أمر يدعم هذا الاختيار ويفعل من البرامج المقامة احتفالا بهذه الفعالية. وهو ما نتمنى أن يتكرر في كل دورة للمؤتمر بأن يقام كل عامين في مدينة من مدن المملكة وألا يكون حكراً على مناطق المركز. ويضيف كريري: كما أن المؤتمر لم يفعل شيئاً يذكر من توصيات الدورة الماضية عدا جائزة الكتاب التي تزامنت مع معرض الكتاب ولكن هناك العديد من التوصيات الأخرى لم تفعل أو تظهر على السطح وما نأمله هو تفعيلها على أرض الواقع، مثل التوصيات المتعلقة بالمسرح والسينما والأدب وغير ذلك. المكان لا يغير فيما تحدث الشاعر سعد الثقفي عن تجربة حضوره للمؤتمرين السابقين قائلا: قُدِّر لي أنْ أحضر المؤتمرين السابقين، الثاني كان في مكةالمكرمة والأخير كان في الرياض. فالمكان لم يغير شيئا من واقع المؤتمر. فكلها بلادنا. وعقده في أماكن جديدة هو أمر محبب، لأن لكل مكان خصوصيته ويوحي للحاضرين بما منحه الله من روحانية وطقوس أظنها تتوافر في مدينة المصطفى (صلى الله عليه وسلم). وعن القرارات يقول: كانت قرارات المؤتمرين وتوصياته تراوح مكانها (بعضها) على الأقل. وتم تنفيذ ما وافق هوى الوزارة وتطلعاتها، كإنشاء قناة ثقافية لأنه يتناغم مع قرارات الوزارة. بينما لم يُلتفت لحكايه جمعية الأدباء أو صندوق الأدباء. ولو تطلّعت لقرارات المؤتمر الأخير بالرياض ستجد حزمة من القرارات، تراوح مكانها منذ أمدٍ بعيد. وأتمنى أن نوقع في هذا المؤتمر على قرارات قليلة ولكنها قابلة للتنفيذ وألا يكون حضور الأدباء شرفيا. تفعيل التوصيات فيما يؤكد الروائي عبدالله التعزي أهمية تفعيل التوصيات قائلا: المهم هو تفعيل التوصيات التي يقرها المؤتمر، أما بالنسبة للسينما والمسرح فوضعهما معروف للجميع كما هو عليه منذ سنوات بلا تغير وأتمنى أن تطرح قضايا السينما والمسرح بصورة أكثر وضوحاً وقوة، لابد وأن تكون هناك بداية، وربما يكون من المدينةالمنورة المنطلق. الحراك الأدبي فيما يبدي القاص محمد الشقحاء استغرابه من اختيار المكان موضحا: بصدق حتى الآن لم استوعب لماذا المدينةالمنورة وقد جاء انطلاقه من كلية جامعية بمكةالمكرمة تم ربطها بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم شكلت جامعة أم القرى التي استضافت المؤتمر الثاني بمكة كان الخطأ في تغير المكان مع المؤتمر الثالث بالرياض. وأضاف: المؤتمر كفكرة وهدف أمر رائع إنما تعاملنا معه لم يصل إلى القناعة بأثره لحسابات عدة، البرامج وأسماء المشاركين، ولم يسع المشرف إلى توزيع البرنامج بين الإبداع والنقد حوار وأوراق عمل. أعرف أن الفكر الإعلامي مسيطر على القائمين عليه وهذه مأساة اختفى معها البعد الأكاديمي فكان المؤتمر الثالث إعلاميا أكثر منه أدبيا، أتمنى إعادة الاعتبار للمسمى وفق حراك الساحة الأدبية. تحقيق القرارات ويرى الشاعر محمد الجلواح ان في تغيير المكان إيجابية مبينا: هذا أمر جيد، وكنت ممن طالب بتغيير مكان انعقاد المؤتمرات إلى عدد من مدن ومناطق المملكة لمبررات عدة منها أن المملكة دولة كبيرة وقد تتاح الفرصة لمن يحضر مثل هذه المؤتمرات واللقاءات أن يزور المدينة أو المنطقة التي يقام فيها المؤتمر وغير ذلك. وعن تحقيق القرارات يقول الجلواح: أما مسألة تحقيق ما تم اتخاذه من قرارات سابقة فهذا ينسحب على كل المؤتمرات العربية السابقة في كل المجالات وليس في مجال الثقافة والأدب فحسب أي أن الذي يتم تحقيقه لا يتجاوز 50 % من المكتوب على الورق. إتاحة الفرصة ويطالب المسرحي ابراهيم عسيري باتاحة الفرصة للمثقف وللمدن الأخرى «حتى يتمكن الأدباء والمثقفون من زيارة مختلف مناطق المملكة». اذ ان من المفترض ألا تتركز كل الفعاليات الثقافية في الرياض لان الثقافة ليست محصورة بمدينة معينة، لابد أن تتاح الفرصة لكل أبناء البلد من أدباء ومثقفين أن يحضروا الفعاليات الثقافية. وهناك عدد كبير من المثقفين الذين ليس لهم وسيلة اتصال مع أنشطة الوزارة في مختلف مناطق المملكة وبهذه الطريقة يمكن لهم التواصل مع الفعاليات عند نقلها إلى مناطقهم. ويتمنى عسيري أن يتم طرح مشكلة الدعم المالي للمسرح بصورة اكبر وان يتم حلها في هذا المؤتمر. مركز وأطراف فيما يرى الإعلامي سعيد الدحية أن الموافقة السامية الكريمة نصت على أن يتم عقد المؤتمر كل عامين في مدن مختلفة من مناطق المملكة، وهي بكل تأكيد نقطة إيجابية وحيوية تحسب للمؤتمر. وهناك تجارب بارزة في هذا السياق مثل لقاءات الحوار الوطني. مثل هذا الاتجاه سيسهم في كسر حدة النظرة نحو ثنائية المركز والأطراف وسيعزز الرؤية الوطنية التي تجعل من الوطن بأكمله مركزاً. وعن تكرار المحاور يعلق: لا أعتقد أن المؤتمر عبر اللجنة العلمية التي تحكّم المضامين المقدمة سيسمح بالتكرار السلبي الخالي من الإضافة والتجديد والتفرد. بل في تقديري أن المؤتمر الرابع هذا يحسب له تركيزه كأول لقاء يلتفت إلى المعطى الرقمي الإلكتروني الذي هو واقع اليوم وسيد المستقبل. تحصيل حاصل ويركز الروائي محمد العرفج على إيجابية تغيير المكان: خصوصاً إذا ما تم النظر إلى حجم الوساطة في دعوة الأدباء من قبل وزارة الثقافة والإعلام، حيث يتم حرمان كثير من الأدباء والمثقفين في المؤتمرات التي تخص فئة المثقفين من الدعوة لاعتبارات شخصية لا أقل ولا أكثر، لذلك فإنه من الجيد أن يتم تغيير المؤتمر من مدينة إلى أخرى. ويضيف: بصرف النظر عن التنظير المستمر لمثل هذه الملتقيات والمؤتمرات وصرف المبالغ الطائلة حيث تكون نهاية المؤتمر تحصيل حاصل، إلا أن أجمل ما فيه هو الالتقاء بين الأدباء والمثقفين حيث يحصل فيه التلاقح الفكري لهم. لا لتوصيات جديدة ويؤكد الكاتب محمد البشير ايجابية تغيير المكان ويعتبره «خطوة للأمام ، فبدلاً من تكرار الوجوه في ذات المكان، فالأولى أن يتغير أحد الأمرين على أقل تقدير». ويضيف «لا شك أن استمرارية المؤتمر خطوة إيجابية تستحق الإشادة، فبدلاً من التعثر والخشية من الالتقاء لعدم تطبيق ما تم الخروج به من المؤتمر السابق، نجد تحقيق الملتقى لاستمراريته، فالتقاء الأدباء مكسب ولو على هامش المؤتمر».