تشير التقارير الصادرة عن الهيئةالملكية العامة للجبيل إلى أن إجمالي قيمة المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها في الجبيل وينبع الصناعيتين بلغت 327 مليار ريال ، كما بينت أن مجموع القوى العاملة في كافة المصانع والقطاعات في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين يبلغ 167 ألف موظف هذا العام بزيادة 70 بالمائة عن العام 1427ه , إضافة إلى مشروعي الجبيل 2 وينبع 2 اللذين سيوفران عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة . وتمتلك المدينتان الصناعيتان من المزايا التي جعلت منهما مناطق جذب للمستثمرين ، كما عملتا في الوقت ذاته إلى إبرام اتفاقيات تأجير طويلة المدى وبأسعار رمزية، وتوفير مواقع صناعية مطورة ومزودة بجميع التجهيزات الأساسية للصناعات ، إضافة إلى وجود برامج تدريب فنية للقوى العاملة تتناسب مع حاجة الصناعات المختلفة ، وتوفير بيئة مدنية متكاملة ومرافق تجارية حديثة ، رفع كفاءة نظام شبكة المنافع ، وإنشاء الطرق والمنافع في منطقة توسعة الصناعات الخفيفة وممرات نقل المواد والمنطقة السكنية والجسور والتقاطعات لربط الخط الدائري السريع لينبع2 ، وإنشاء وتوسعة قناة التحكم بالسيولوتهتم الهيئة الملكية بعمليات التشغيل والصيانة لتحقيق كفاءة إنتاجية عالية بتكلفة تشغيل وصيانة معتدلة تضمن استقرار تقديم الخدمات وتحقيق الأهداف ، إلى جانب تركيزها على الصيانة لإيمانها بأن الاهتمام بهذا الجانب سيؤدي إلى تحسين الأداء وخفض التكاليف ما يجعلها من أكثر المنظمات نجاحاً في إدارة اقتصادها ومواردها . وقالت النشرة الصادرة عن الهيئة «جبين « إن المملكة تتأهب لخوض مرحلة مهمة في تاريخها التنموي بعدما اتجهت بوصلة الاقتصاد الوطني نحو منطقة الصناعات التحويلية، إذ ستبدأ المملكة فعلياً من خلالها في التقليل من اعتمادها على تصدير المنتجات الأساسية الأولية « البترولية والبتروكيماوية» وتوجيه ما يتوفر من إنتاجها إلى السوق المحلي لتستفيد منه المصانع المنتجة لسلع الاستهلاك النهائي أو إيجاد قيمة مضافة لتلك المنتجات الأولية لتتحول إلى أخرى وسيطة بما يمكن الاقتصاد السعودي من التقليل من استيراد المنتجات الاستهلاكية المصنعة في الخارج، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ثم التوجه نحو تصدير المنتجات النهائية التي ستؤدي إلى تحقيق معدلات نمو عالية . وأوضحت نشرة «جبين» استعداد الهيئة لتجهيز منطقتين لتخصيصهما لصناعة البلاستيك والصناعات المرتبطة بها ، والتي ستكون بمثابة تجمعات صناعية ذات قدرة تنافسية على مستوى العالم مخصصة لإنتاج البتروكيماويات والمنتجات البلاستيكية التحويلية ، مؤكدة أن هذه المناطق ستوفر فرص عمل تقدر بنحو 6 أضعاف الفرص الناتجة من الصناعات البتروكيماوية الأساسية «، إضافة إلى أن الاستثمارات الرأسمالية بهذه الصناعة منخفضة مقارنة بالاستثمارات في الصناعات البتروكيماوية الأساسية . وتؤكد التقارير أن المشاريع المدشنة تشمل تطوير المواقع والتجهيزات الأساسية القادرة على استيعاب متطلبات المجمعات الصناعية العملاقة، لتشتمل على التبريد بمياه البحر والمياه المحلاة ، وممرات أنابيب مناولة المنتجات ، والصرف الصحي والصناعي ، وشبكات الكهرباء ، والطرق ، والغاز ، والمناطق الخاصة بالخدمات اللوجستية والإمدادات ، وقد تم الانتهاء من تطوير مواقع المراحل الثلاث من الجبيل2 ، وتضيف يجري العمل حالياً على استكمال ما تبقى من مشاريع للانتهاء منها خلال العام القادم ، أما في مدينة ينبع الصناعية وفي منطقة ينبع2 على وجه التحديد فستستكمل مشاريع البنى التحتية والتجهيزات الأساسية، حيث تم انشاء محطة تحويل الكهرباء (9I-SS) والمرحلة الأولى من شبكة الكهرباء ، وإنشاء شبكة توزيع الغاز ، وتم الانتهاء أيضاً من المرحلة الأولى الخاصة بإعداد الموقع وانشاء التجهيزات الأساسية لينبع2 ، والمرحلة الثانية المتعلقة بإعادة تسوية الأراضي في المنطقة الصناعية الواقعة في ينبع2، إضافة إلى إنشاء ورفع كفاءة نظام شبكة المنافع ، وإنشاء الطرق والمنافع في منطقة توسعة الصناعات الخفيفة وممرات نقل المواد والمنطقة السكنية والجسور والتقاطعات لربط الخط الدائري السريع لينبع2 ، وإنشاء وتوسعة قناة التحكم بالسيول . واستقطبت الهيئة الملكية لمشروع ينبع2 استثمارات تقدر ب (11.720 مليار ريال) ، حيث سيتم إنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم ، وحديد التسليح بمختلف أنواعه، إضافة إلى الصناعات المتعلقة بالطاقة الشمسية (البولي سيليكون، الشرائح، القوالب) ، وزيوت التشحيم وزيوت السيارات والمحركات بأنواعها، وأبرز الشركات التي بدأت استثماراتها في ينبع2 هي : شركة ارامكوا السعودية لتكرير زيوت التشحيم (لوبرف) والشركة الوطنية لثاني أكسيد التيتانيوم (كريستل) ، وحديد تسليح اليمامة، والحمراني فوكس، وشركة فكرة للبولي سيليكون ، وشركة الخليج الأخضر للبولي سيليكون، وتجمع صناعات التحلية وقطع الغيار ، ومصنع الخريف لزيوت التشحيم. ونوهت «جبين» بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للمشروعات الصناعية والتنموية في المدينتين الصناعيتين في شهر رمضان الماضي، مؤكدة أن الاهتمام من قبل الحكومة الرشيدة أعاد للمدينتين توهجهما، لتبدأ مرحلة جديدة من التوسع والنمو ستشهد خلالها طفرة كبرى في جلب الاستثمار وتوطين الصناعات , وتوفير فرص العمل للمواطنين.