رفع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع باسمه واسم العاملين بالهيئة الملكية وقاطني المدن التابعة لها خالص الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على ما يوليه - حفظه الله - من دعم ورعاية للهيئة الملكية للجبيل وينبع، حيث جسدت المشاريع الصناعية في المدن التابعة لهذا الجهاز الوطني العملاق مدى التطور الكبير الذي بلغته هذه المدن وبلادنا الغالية. نفخر بامتلاكنا 600 مصنع يعمل بها 300 ألف نسمة وقال سموه في تصريح صحفي بمناسبة تدشين خادم الحرمين الشريفين للمشاريع الصناعية والتنموية في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين: «.. إن مدن الجبيل وينبع ورأس الخير الصناعية لم تبلغ هذه المكانة الراقية إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم المستمر من قيادات بلادنا ثم بالجهود المثمرة بين الهيئة وشركائها والمستثمرين فيها لترسم هذه الجهود أبهى صورة لمعنى التكامل، ولاشك أن حجم المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين يعكس أيضاً ما تتمتع به بلادنا المباركة من استقرار وأمن وأمان جعلها بيئة خصبة وآمنة للاستثمار، ويبرهن كذلك على حرص ولاة الأمر وفقهم الله على تنويع مصادر الدخل وتعظيم القيم المضافة لمواردنا الطبيعية». وتحدث عن إنجازات الهيئة الملكية خلال الأعوام الماضية فقال: «وصل بحمد الله عدد قاطني مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين إلى 300 ألف نسمة، فيما بلغ عدد العاملين في المدينتين في جميع القطاعات 175 ألف، وبلغ عدد طلاب المدارس العامة والمؤسسات الأكاديمية التابعة للهيئة 70 ألف طالب وطالبة، وتجاوز عدد المصانع 600 مصنع، وبلغ عدد المنتجات الأساسية 92 منتجاً، في حين بلغ حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية التي جذبتها الهيئة لمدنها 776 مليار ريال، وتبلغ حصة الجبيل وينبع الصناعيتين من الاستثمارات الأجنبية في المملكة 269 مليار ريال أي ما نسبته 37% من تلك الاستثمارات». واستطرد سموه: «تعد الهيئة الملكية مساهماً رئيساً في الناتج المحلي للمملكة بواقع 12%، أما حجم مساهمة الهيئة في الناتج المحلي الصناعي لوحدة فيبلغ 65% أي ثلثي الناتج الصناعي، وتشكل صادرات مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع من إجمالي الصادرات السعودية ما نسبته 71%، أما حجم صادرات مدن الهيئة الملكية من إجمالي الصادرات الغير نفطية في المملكة فيشكل 85%، وامتداداً لتلك الإنجازات جاء ترتيب المملكة على مستوى الدول المنتجة للمشتقات البترولية العاشر عالمياً، واحتلت المملكة المرتبة السابعة على مستوى الدول المنتجة للبتروكيماويات عالمياً بحصة 8% من حجم السوق العالمي للبتروكيماويات». وأضاف: إن المشاريع المدشنة والمؤسسة اشتملت على مشاريع للبنية التحتية ستشكل إضافة للمدن التابعة للهيئة الملكية، فعلى الصعيد الهندسي استطاعت الهيئة أن تُحدث نقلة نوعية في مدينة الجبيل الصناعية وفي منطقة الجبيل 2 على وجه التحديد حيث تم تطوير المواقع والتجهيزات الأساسية القادرة على استيعاب متطلبات المجمعات الصناعية العملاقة لتشتمل على التبريد بمياه البحر والمياه المحلاة، وممرات أنابيب مناولة المنتجات، والصرف الصحي والصناعي، وشبكات الكهرباء، والطرق، والغاز، والمناطق الخاصة بالخدمات اللوجستية والإمدادات، وقد تم الانتهاء من تطوير مواقع المراحل الثلاثة من الجبيل2، ويجري العمل حالياً على استكمال ما تبقى من مشاريع للانتهاء منها خلال العام القادم، أما في مدينة ينبع الصناعية وفي منطقة ينبع 2 على وجه التحديد فتستكمل مشاريع البنى التحتية والتجهيزات الأساسية حيث تم انشاء محطة تحويل الكهرباء (9I-SS) والمرحلة الأولى من شبكة الكهرباء، وإنشاء شبكة توزيع الغاز، وتم الانتهاء أيضاً من المرحلة الأولى الخاصة بإعداد الموقع وانشاء التجهيزات الأساسية لينبع 2، والمرحلة الثانية المتعلقة بإعادة تسوية الأراضي في المنطقة الصناعية الواقعة في ينبع 2، إضافة إلى إنشاء ورفع كفاءة نظام شبكة المنافع، وإنشاء الطرق والمنافع في منطقة توسعة الصناعات الخفيفة وممرات نقل المواد والمنطقة السكنية والجسور والتقاطعات لربط الخط الدائري السريع لينبع 2، وإنشاء وتوسعة قناة التحكم بالسيول. وبين سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع أن الهيئة الملكية استقطبت لمشروع الجبيل 2 استثمارات يقدر حجمها ب 142 مليار ريال، وقد بلغ عدد الصناعات المتخصصة في المنطقة الجديدة ما يقارب 16 صناعة، منها مجمعات صناعية عملاقة لإنتاج البتروكيماويات ومشتقاتها مثل شركة أرامكو السعودية وشركة توتال الفرنسية للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) وهي أول مصفاة للتحويل الكامل في المملكة تستهدف إنتاج 400 ألف برميل يومياً، وشركة صدارة للكيمائيات وهي تحالف بين شركتي أرامكو السعودية وداو كيميكال سينتج عنه العديد من المواد الكيمائية كالأمينات والإيثر الغلايكول، والأيزوسيانات، ومركبات البولي إيثر بوليول، والبولي إيثيلين، وإيلاستومرات البولي أوليفين (المطاط الصناعي)، والغلايكول البروبيلين، وستحتضن الجبيل 2 كذلك شركة غاز وشركة البتروكيماويات التحويلية المتحدة، ويجري العمل حالياً على استقطاب مجمعات صناعية تحويلية كبرى بالتنسيق مع الشركاء ومخرجات ونتائج الدراسات القائمة». وأشار إلى أن الهيئة الملكية استقطبت لمشروع ينبع 2 استثمارات تقدر ب (11.720 مليار ريال)، حيث سيتم إنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم، وحديد التسليح بمختلف أنواعه، إضافة إلى الصناعات المتعلقة بالطاقة الشمسية (البولي سيليكون، الشرائح، القوالب)، وزيوت التشحيم وزيوت السيارات والمحركات بأنواعها، وأبرز الشركات التي بدأت استثماراتها في ينبع 2 هي: شركة ارامكوا السعودية لتكرير زيوت التشحيم (لوبرف) والشركة الوطنية لثاني أكسيد التيتانيوم (كريستل)، وحديد تسليح اليمامة، والحمراني فوكس، وشركة فكرة للبولي سيليكون، وشركة الخليج الأخضر للبولي سيليكون، وتجمع صناعات التحلية وقطع الغيار، ومصنع الخريف لزيوت التشحيم. وأفاد سموه أن العديد من طلبات الراغبين في الاستثمار في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تخضع للدراسة والتقييم والمراجعة حيث تحرص الهيئة على جلب الاستثمارات ذات القيمة المضافة، وتعد خدمة المستثمرين ودعم المشاريع الصناعية في القطاع الخاص من أهم ركائز الهيئة الملكية في رفع نسبة مشاركتها في الناتج المحلي الإجمالي واستمراريتها كمساهم رئيس في تحقيق استراتيجية السعودية في تنمية الصناعات البتروكيماوية والتعدينية، وتحرص الهيئة أيضاً على توسيع قاعدة الصناعات، حيث تم إعداد تصور لاستخدام الأراضي الصناعية المراد تطويرها بهدف تسويق مجمعات صناعية عملاقة خلال السنوات القادمة. واختتم سموه تصريحه بالقول: إنه استجابة لرغبة خادم الحرمين الشريفين في تأهيل وتوظيف الشباب السعودي رفعت الهيئة الملكية له رعاه الله بطلب الموافقة على إنشاء أربع كليات جامعية للبنين والبنات ومعهدين تقنيين في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، فوافق أيده الله على ذلك، كما وافق لاحقاً على رفع الطاقة الاستيعابية للكليات والمعاهد التابعة للهيئة، ما أحدث قفزة كبرى حيث بلغت نسبة الزيادة 700%، فأصبح عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالمؤسسات الأكاديمية الثماني التابعة للهيئة حوالي سبعة عشر ألف طالب وطالبة.