أجرى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي عدة اتصالات هاتفية شملت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ونظيريه البريطاني ويليام هيج والألماني جيدو فيسترفيله، في إطار جهود مكثفة لتوضيح الصورة الحقيقية للمشهد المصري, ورفض في مؤتمر صحفي التلويح بقطع المساعدات، وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن فهمي شرح خلال هذه الاتصالات حقائق التطورات الأخيرة في مصر ، خاصة الأعمال الإجرامية العشوائية التي تقوم بها جماعات مسلحة من ترويع للمواطنين واعتداء على المنشآت العامة والمراكز الحضارية والمستشفيات والكنائس ودور العبادة، بما يمثل تصعيدا خطيرا ضد الدولة ومؤسساتها وتهديدا للأمن والسلم الأهليين، وأضاف المتحدث إن فهمي انتقد بشدة خلال هذه الاتصالات صمت المجتمع الدولي عن إدانة مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تخرج تماما عن نطاق التعبير السلمي عن الرأي، مؤكدا إن هذا الصمت غير المفهوم وغير المبرر إنما يشجع هذه الجماعات المسلحة على الاستمرار في أعمال العنف والقتل والترويع، وأضاف المتحدث إن وزير الخارجية شدد خلال الاتصالات على التزام مصر بالنظر للأمام من خلال تنفيذ خريطة الطريق بأسرع وقت ممكن لبناء ديمقراطية عصرية حقيقية. كما جرى اتصال هاتفي بين فهمي ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها، فضلا عن تطورات الأوضاع الداخلية في مصر. نرفض التلويح بقطع المساعدات وانتقد وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، ما وصفه ب "التخاذل الدولي" حيال إدانة أعمال العنف التي ترتكب ضد أجهزة الدولة المصرية، والاكتفاء باتهام السلطات بارتكاب أعمال عنف، مشددا على أن الأمن القومي المصري يحدد "على يد المصريين" ورفض التلويح الدولي بقطع المساعدات قائلا: إن كرامة بلاده "عالية ولن تهتز"، وقال فهمي، في مؤتمر صحفي: إن بلاده تشعر بخيبة أمل حيال التغطية الإعلامية الخارجية والمواقف الدولية الخاصة بالأوضاع في مصر، معتبرا أن ما يجري هو "تخاذل دولي" بإدانة العنف الذي يرتكبه المحتجون من جماعة الإخوان المسلمين. وحول ملف المساعدات الخارجية قال فهمي: "مصر ترفض تدويل الحوار حول وضعها الداخلي، مصر تقدر تماما ما قدم لها من مساعدات اقتصادية طوال سنوات طويلة، وهي مساعدات كان لها فائدة، والهدف كان ممن يقدمها هو تحقيق نتائج إيجابية ذات طابع إقليمي"، وأضاف فهمي: "المساعدات مشكورة، وقد استفادت منها مصر، ونأمل في أن تستمر، ولكن التلويح بسحبها أو وقفها نتيجة هذه المرحلة شيء مرفوض، فالقضية المصرية المطروحة أكبر من ذلك، لذلك طلبنا من وزارة الخارجية مراجعة المساعدات وكيفية الاستفادة منها.. الكرامة المصرية عالية ولن تهتز". الاتحاد الأوروبي يحذر من جهته , حذر رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الجيش المصري والحكومة المؤقتة أمس من ان الاتحاد "سيعيد النظر" في علاقاته مع مصر اذا لم يتوقف العنف وتتم العودة الى الحوار، وفي بيان مطول حذر المسؤولان من ان اية زيادة في التصعيد يمكن ان يكون لها "عواقب غير متوقعة" على مصر والمنطقة، وحمل الجيش والحكومة مسؤولية عودة الهدوء في البلاد، وقالا: إن "دعوات الشعب المصري الى الديموقراطية والحريات الاساسية لا يمكن تجاهلها كما لا يمكن ان تمحى بالدماء"، وأضافا: إن "الاتحاد الاوروبي وبالتعاون مع شركائه الدوليين والاقليميين سيواصل جهوده الثابتة لانهاء العنف واستئناف الحوار السياسي وعودة العملية السياسية، وقالا: إنه "لتحقيق هذا الهدف فان الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء فيه ستعيد النظر بشكل عاجل خلال الأيام المقبلة في العلاقات مع مصر وتتبنى اجراءات تهدف الى تحقيق هذين الهدفين"، ويأتي هذا البيان قبل 24 ساعة من عقد دبلوماسيين كبار في دول الاتحاد الاوروبي ال «28» مناقشات طارئة بشأن مصر في بروكسل يتوقع ان يدعوا خلالها الى عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية خلال أيام، وأكد البيان على ضرورة انهاء العنف فورا واضاف انه "رغم ان على الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، فاننا نحمل مسؤولية خاصة للسلطات المؤقتة والجيش لوقف الاشتباكات"، وأضاف ان "أعمال العنف والقتل خلال الايام الماضية لا يمكن تبريرها أو الموافقة عليها. يجب احترام حقوق الانسان والافراج عن المعتقلين السياسيين".