عندما وصل معالي المهندس ضيف الله العتيبي إلى قمّة أمانة المنطقة الشرقية بتعيين وزاري، استبشر أهالي المنطقة الشرقية خيراً، وفرحوا بأن يتم تنصيب أحد كبار موظّفي أرامكو السعوديّة السابقين، أميناً عامّاً لمنطقتهم، وأبحر بهم الخيال لتخيّل شوارع ومرافق وخدمات وحدائق مدنهم وقراهم، بأنها ستصبح مماثلة للمستوى الذي هي عليه داخل مرافق أرامكو السعودية وأحيائها السكنية. وبالرغم من المحاولات التي قام بها معاليه في بداية فترته الأولى لتعديل أوضاع وخدمات وطرق ومرافق المنطقة، وتنفيذه خطّة التطوير التي خنقت مدن الشرقية لسنوات، ولاتزال، التي علّمت أهالي المنطقة أن يصبروا حتّى يمل الصبر من صبرهم، مازلنا كمواطنين في المنطقة نعاني الأمرّين من طرقات المنطقة الشرقيّة بشكل خاص. الناس الذين تتحطّم مركباتهم بسبب سوء أحوال الطرق وتضيع أوقاتهم وتتحطم نفسياتهم بسبب كثرة التحويلات الشبيهة بالطرق الالتفافية، لا يتذكّرون في حالهم تلك إلاّ اسمك أنت! فخطّة تطوير الطرق الداخلية بكل تأكيد، جاءت بناء على رغبة وحماس كوادر الأمانة بقيادة معالي الأمين لرفع مستوى طرق المنطقة ومستوى خدماتها، وهذا أمر لا شك فيه على الإطلاق، لكن المشكلة التي أعتقد أّنّها لم تخطر على بال معاليه هي أنّ نسبة النمو السكّاني في المنطقة (سواءً النمو الطبيعي لأهالي المنطقة أو من الوافدين عليها ) هي أكثر ممّا يتوقّع لدرجة أن أي توسِعات قد تم تنفيذها على طرق المنطقة الداخلية والرئيسة، ستصبح مثل قلّتها! وسينتهي المطاف بصبر الخمس أو السبع سنوات العجاف، بالعودة لما كانوا عليه في السابق من زحمة واختناق طرق! فعدد السيارات والمستخدمين قبل خمس أو سبع سنوات التي تمثل متوسط عمر بعض المشاريع ليس كعدد السيارات بعد خمس أو سبع سنوات! أي أنّ معاليه سيكتشف بعد الانتهاء من هذه المشاريع أنّه قد يكون من الأجدى هدمها وإعادة توسعتها مرّة أخرى، فور الانتهاء منها مباشرة، لتتناسب مرة أخرى مع حجم المرور والكثافة السكانية! والساقية تدور. أنا لا أملك تجاه معالي الأمين وباقي مساعديه وكوادره إلاّ كل خير واحترام، بل وقد جمعني به أكثر من مناسبة، ووجدته رجلا يجيد الإنصات والاستماع، ويتحاور مع الآخرين بلباقة كبيرة، لذلك أطلب من معاليه أن يكشف لنا نحن المجتمع، من الأهالي والإعلام، بل والمجلس البلدي عن العوائق التي يواجهها، التي جعلت من شخص تمرّس على مهنيّة أرامكو، أن يكون وضع منطقته التي هو أمين عليها في مثل هذا الحال! فالناس الذين تتحطّم مركباتهم بسبب سوء أحوال الطرق وتضيع أوقاتهم وتتحطم نفسياتهم بسبب كثرة التحويلات الشبيهة بالطرق الالتفافية، لا يتذكّرون في حالهم تلك إلاّ اسمك أنت! أتمنّى لك التوفيق يا أمين.. آمين. www.almisehal.net