ليس من قبيل الصدفة أن نجد الإعلام الرياضي السعودي مستنفراً إلى الدرجة القصوى ومتأهباً لانطلاق الحدث الرياضي الأبرز والأهم الذي سيطل علينا يوم الخميس بعد القادم 22 أغسطس الجاري حيث سيطل علينا قطار دوري جميل لكرة القدم ..صفيره يصم الآذان ..و هدير عرباته الأربع عشرة تدوي و تسمع من بعيد من الرياض و الخرجوجدة والدمام والإحساء ونجران والقصيم وحرمة والجوف ..فيا أهلاً .. و ياسهلاً .. و يا مرحبا بالدوري الجميل .. أشرقت الأنوار بأقوى دوري عربي يستقطب اهتمام الإعلام الرياضي السعودي والخليجي والعربي.. وهذا يؤكد أن كرة القدم تجاوزت حالة التنافس في الملعب .. وأنها باتت صراع إيرادات ترمي من خلالها الشعوب والدول إثبات الذات والتعبير عن قدراتها في التألق والنبوغ. فالدوري في كل دول العالم هو المحك والتحدي .. والحاضنة الشعبية .. والقاعدة الأساسية .. والأرض الصلبة .. والبنية التحتية .. ومالئ الدنيا وشاغل الناس .. والعمود الفقري وحجر الزاوية والأساس لارتقاء اللعبة .. والانطلاقة الصحيحة لكل طموح .. ومفخرة لكل دولة ليس في المملكة فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم. فالدوري السعودي ليس برنامج مباريات ولعب بين فرق ..وربح وخسارة .. وجماهير هادرة متعشطة فقط .. إنما هو مسلسل طويل يمتد لحوالي تسعة أشهر من المتعة والإثارة والمنافسة .. والفرح والحزن .. والأخطاء والدروس والعبر .. ومما يبعث على البهجة والمتعة حدة روح المنافسة بين أربعة عشر ناديا يمثلون ( كل مناطق المملكة الجغرافية ) متسلحين بنخبة من نجوم الموزاييك يفوقون ستة وخمسين لاعباً أجنبيا ينتمون إلى قارات أمريكا اللاتينية و أوروبا وأفريقيا واسيا .. إضافة إلى مجموعة من المدربين الأجانب ( ثمانية ) و العرب ( ستة ) من مدارس تدريبية مختلفة اثنان من بلجيكا و ألماني و أسباني و مقدوني وأورغواني وبرتغالي و روماني .. أما العرب فثلاثة من تونس و جزائريان و سعودي جاءوا ليقدموا عصارة أفكارهم وجهدهم وخبراتهم وتجاربهم .. و يقيني أن كل مدرب أنهى التجارب والبروفات .. و أدرك مرحلة الاستقرار بعد مرحلة الاستعداد ورسخ لاعبيه في مراكزهم .. وتوصل لتشكيلة شبه ثابتة ونهائية وسيدفع كل مدرب بكل ما في جعبته لإثبات الذات والمقدرة .. و سيقاتل بكل ضراوة ليعرض بصماته .. و يقدم لمساته .. و يعبر عن أفكاره بأقدام لاعبيه و قدرتهم على ترجمة فلسفته وخططه .. فمن يلعب فريقه ويجد يحصد النقاط من البداية .. ومن لا يلعب يأكل الحسرة و الهواء و يموت بغيظه وكمده .. و قديماً قالوا : ( اطلبوا العلم ولو في الصين ) و نحن نطرق أبواب القارات والدول المتحضرة في كرة القدم لنقطف من كل بستان زهرة على أمل أن يكون الدوري السعودي كعادته مميزاً في كل شيء .. ونحن نناشد ثلاثي مجموعة ( الترويكا ) السعودية { إدارات أندية - و مدربين و لاعبين - و جماهير} للعمل يدا واحدة وقلبا واحدا لإنجاح دوري (الموزاييك الجميل ). فالدوري السعودي مسلسل طويل و ممتد لحوالي تسعة اشهر من المتعة والإثارة ولهذا نطالب بتعاون جماعي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب يمتد ليطال كافة مفاصل الأجهزة الإدارية والفنية والتنظمية و التحكيمية في الاتحاد السعودي لكرة القدم .. يقابلها تضامن وتعاون وثيق من قبل إدارات الأندية والأجهزة الإدارية و الفنية واللاعبين وجماهير هذه الأندية لإنجاح أقوى دوري عربي على الإطلاق ( بإذن الله ). [email protected]