الكل بات يتحدث عن جرأة وشجاعة محمد حامد الفايز رئيس نادي الاتحاد، ليس لأنه مهندس ناجح، ولا لأنه إداري محنك، ولا لأنه اخترع شيئًا خارقًا، بل لأنه العقل المدبر، والإداري الجرئ، وصاحب موضوع الغربلة والتغيير، ومهندس الانقلاب التصحيحي الأبيض على مراكز القوى من اللاعبين أصحاب النفوذ الذين كانوا ولفترة طويلة يتحكمون بمفاصل الفريق ويلعبون بمقدرات النادي، هذا الرئيس وإدارته أصلحوا مسار الأعوجاج، وأعادوا النظر في بنية وهيكلية الفريق الأول لكرة القدم وحقنوه بجلود جديدة، ووجوه جديدة، وروح جديدة، وتعامل جديد، وحوافز جديدة، وتكتيك وأفكار وفلسفة جديدة فرضها المدير الفني الأسباني الشاب بينات كارلوس الذي حول الفريق من (ملطشة) إلى (بعبع) يخافه الكبار قبل الصغار وفوق كل هذا وذاك تصدوا بحزم وقطعوا دابر التسيب والشللية ليس (بالهواش) لكن بهدوء وشوية شجاعة وغيرة وحسم. بعد صراع مرير ومعاناة طويلة في دروب الضياع عاد فريق النهضة إلى دوري الأضواء وسيشارك الموسم المقبل بدوري جميل، ولا أخفي عليكم سر ارتياحي وتفاؤلي بثباته وبقائه في دوري الكبار.ولا يخفى على أحد ما كان يحدث داخل الفريق الاتحادي، فالأخطاء الفنية والنفسية والسلوكية تفاقمت واستشرت في جسد وبنية العميد إلى حد لم يعد يقبلها عقل أو منطق ولا تنزل بميزان ولابقبان، وباتت مكشوفة كالكتاب المفتوح وانهالت الهزائم على الفريق في الأسابيع الأخيرة من دوري زين إلى أن قام قائد ومهندس الانقلاب محمد حامد الفايز بجراحة تجميلية عاجلة بكل رباطة جأش للتخلص من الموديلات القديمة، واستبدالها بأحدث الموديلات من طراز ( المولد وفلاته والقرني والخيبري والغامدي وباهبري وقاسم وغيرهم) كلهم شد وكالة (نجوم سوبر باور) (8سلندر) كل واحد بقوة خمسين حصانًا (فور باي فور) (فول أوبشن) سرقوا الكاميرات والفلاشات والشاشات والإعجاب بخلطة سحرية جديدة قديمة بعد مزجهم بنجوم الخبرة (كريري والمولد وهزازي وصانع الألعاب الفريدي وأبو سبعان)، وهؤلاء أعادوا لناديهم السمعة والبسمة والهيبة خلال فترة وجيزة، أما الموديلات القديمة فكان لا بد من عرض بعضهم للبيع كما حدث لمحمد نور ومشعل السعيد ورضا تكر، والبعض الآخر أحيل للمزاد العلني والمكرفون، والبقيه الباقيه ل(التشليح) لتكسب الإدارة الرهان والتحدي وليأتي الحصاد سريعًا وذهبيًا وملكيًا بوصول الاتحاد وبجدارة إلى المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين ومن نفقين صعبين وشائكين بعد اقصائه الفتح(بطل الدوري)بفوزين صريحين ومن قبله الهلال(الوصيف) من فوز وتعادل. وبعد هذا التوهج صار الحب يتنامى في نفوس ومشاعر جمهور العميد الذي كان ولا زال العمق الاستراتيجي والحافز الأكبر ووقود النصر، ولعل سر هذا الإبداع هو جبروت وإصرار الإدارة الاتحادية على وضع اتحاد المستقبل على السكة الصحيحة في محاولة لبناء فكر وسياسة ذات ملامح وتكوين جديدين بكل ثقة وهدوء بعيدًا عن الانفعالات والتبجح. التحدي بالثبات بعد صراع مرير ومعاناة طويلة في دروب الضياع عاد فريق النهضة إلى دوري الأضواء وسيشارك الموسم المقبل بدوري جميل، ولا أخفي عليكم سر ارتياحي وتفاؤلي بثباته وبقائه في دوري الكبار للعوامل التالية: 1-خلف هذا الفريق يقف رجال مخلصون متمرسون في العمل والتنظيم الإداري وفي مقدمتهم الشيخ فيصل الشهيل رئيس النادي والأب الروحي لمارد الدمام ونائبه الشاب الذي يتفجر حماسًا وعطاءً موفق فهد السنيد وبقية رجال المجلس الذين زرعوا الحماس والروح والإدارة والإيمان في نفوس اللاعبين. 2-فريق النهضة طموح ومجتهد ويضم نخبة من اللاعبين صغار السن بإمكانهم خدمة الفريق لسنوات طويلة، استطاعوا قهر واقعهم غير المقنع الذي ساد على مدى سنوات ماضية، ونجحوا في إزالة الشحوب من على وجه وجسد الفريق وأكدوا قدرتهم على إصلاح المسار ومصالحة جماهيريهم. 3-استقرار الأوضاع داخل النادي والتفاف كل جماهير النهضة الكبيرة والمعروفة بوفائها خلف فريقها، فرغم السنوات العجاف الطويلة التي لازمت فريقها لم تتخل عنه. 4-الإدارة عازمة على تعزيز الميزانية التقديرية بعد نجاحها في تسديد ديون النادي وستركز على إعداد الفريق وتجهيزه للموسم المقبل منذ الآن والاستعانة بلاعبين أجانب مميزين إضافة لضم بعض اللاعبين المحليين، ووحدها الإدارة من يملك القدرة على حسم مصير مدرب الفريق التونسي أيمن مخلوف والمدير باسم السليم والإداري خالد العواجي (بقائهم من عدمه). أنا على ثقة أن لاعبي النهضة لديهم إصرار على ترسيخ أقدامهم في دوري جميل ونسخ المقولة المعروفة (الطالع نازل)