في العشر سنوات الأخيرة (تقريبا) أصبح الهلال والاتحاد الواجهة الكبرى للرياضة السعودية على صعيد الأندية، يستحوذان على المساحة الأكبر إعلاميا، ومع تصاعد حمى التنافس بينهما على البطولات والتعاقد مع اللاعبين تكاثرت المشاكل بسبب تصريحات بعض أنصار الناديين وتعصب كثيرين ولا سيما في الشأن الإعلامي، لكن وفي السنتين الأخيرتين تنامت الإيجابيات في علاقات الناديين وهدأت لغة التصريحات، وهذا يعزز مكاسب الرياضة السعودية على الميادين الخضراء. اليوم ونحن نعود إلى المنافسة المحلية في دوري زين بعد ثماني مباريات في دور ال 16 لكأس ولي العهد ستتجه الأنظار وتصوب سهام النقد إلى الشأن التنافسي (الخاص) والمشاكل التي تتكاثر في ملاعبنا على عدة أصعدة، لذا يجب ألا ننسى مراقبة خطط التطوير والتصحيح بعد النقلة الجديدة التي أعقبت الإخفاق التاريخي في كأس آسيا بالدوحة شهر يناير الماضي. اليوم ..بداية الإثارة الحقيقية لدوري زين، كيف لا والاتحاد يستضيف منافسه الأكبر الهلال في مباراة مؤجلة إن فاز بها الهلال سيبتعد عن وصيفه بثماني نقاط، وإن كسبها الاتحاد سيقلص الفارق إلى نقطتين دون إغفال أن للهلال مباراة مؤجلة. مباراة اليوم امتداد لسخونة تنافس الناديين، والأمل كبير أن تعزز حقائق جميلة عن قوة الدوري السعودي في مظهرها العام فنيا وإعلاميا وجماهيريا وتحكيميا. المؤسف أن البعض يفتعل الإثارة على حساب التنافس ولا يكتفي بالتخلي عن دوره التثقيفي والتنويري بل يؤجج الجماهير ويشعل نار الغضب وكل مايؤدي إلى توسيع رقعة الشغب خصوصا فئة الشباب ممن هم في سن المراهقة أو من يغويهم التعصب. الحماس سيكون في أوجه وبالتالي قد تصل نسبة الأداء عند اللاعبين إلى 70% قياسا بالانقطاع الطويل وبعد أن لعبوا مباراة واحدة في كأس ولي العهد أعادتهم إلى أجواء الملاعب، وبما أنها مباراة تنافسية وحساسة جدا سيتغلب اللاعبون على بعض المعوقات التكنيكية والتكتيكية بالحماس والرغبة في إثبات الذات. أيضا معرفة المدربين الأرجنتيني كالديرون (الهلال) والبرتغالي (أوليفيرا) بالدوري السعودي تساعدهما على التعامل مع الظروف المحيطة، والأكيد أن كالديرون أكثر استقرارا وخصوصا بعد المشاركة في البطولة الدولية الودية بدبي، وفي المقابل ربما يكون تدريب كالديرون للاتحاد في وقت سابق من عوامل الإثارة وقوة التحدي. ومن واجب اللاعبين أن يتحلوا بالروح الرياضية ويبتعدوا عن الخشونة التي تعبر عن عجز فني وتكتيكي وسوء اللاعب وعدم احترامه للتنافس في حين أن أصل كرة القدم (المتعة) و (الإبداع). ونأمل أن يوفق الحكام في إدارة اللقاء إلى بر الأمان بتطبيق القانون جيدا والصرامة في التعامل مع الجميع كي يسود العدل ويتحكم في مجريات المباراة مع أهمية انضباط اللاعبين وانصياعهم للقرارات. أيضا الجمهور من شأنه أن يبتعد عن الألفاظ البذيئة والمسيئة والاستفزازية، عليه أن يهتم بتشجيع لاعبي فريقه ويحثهم بالأهازيج على الإبداع. نأمل أن يمتعنا الهلال والاتحاد بمباراة غاية في الروعة والجمال. * قلت في برنامج (هنا آسيا – القناة الرياضية)وفي برامج أخرى إن الصحافة الإماراتية والقطرية والبحرينية أفضل من صحفنا في الاهتمام بالألعاب المختلفة وعلى المستوى المهني في التعامل مع المناسبات، وجاءت نتائج المسابقة التي نظمتها قناة الدوري والكاس لثتبت ذلك حيث ذهبت الجوائز الثلاث لأفضل تغطية في كأس آسيا ال 15 لكرة القدم لصحف من الدول المشار إليها.. ألف مبروك لهم.. وسؤالي: متى نعترف بتأخرنا وتقدم الجيران؟!