في مهرجان اعتزال الثنيان، لم يكن اللقاء الودي بين الهلال وفالنسيا مجرد مباراة استعراضية فحسب، كانت لحظاته ممتعة مرت بسرعة، لم تكن هناك دقائق طويلة لوقت ضائع بلا مبرر، رأينا كيف ظهرت الأخطاء احترافية وسلسة، الهجمات كانت متوازنة فرصة هنا وأخرى هناك، وأجزم بأن اللقاء لو اقتصر على تغييرات ثلاثة لكل فريق لزادت المتعة وفصول الإثارة أكثر، كانت المباراة أشبه ما تكون بلقاء رسمي. ٭ أتدرون لماذا استمتعنا بالمباراة.. ببساطة لأن الفريقين لم يلعبا بخطط دفاعية مبالغ فيها كما هي حال أنديتنا، لعلكم شاهدتم كمية الفرص الكبيرة التي تحصل عليها لاعبو الفريقين وكأن اللقاء في دوري أوروبي، أسألكم كم مرة يمكن لياسر القحطاني أن ينفرد بمرمى حارس محلي كما انفرد بمرمى الأسباني ( كانزاليس ).. أو حتى في المقابل عندما انفرد مهاجم فالنسيا ( رودريجز ) بمرمى الدعيع في الشوط الثاني. ٭ للأسف أنديتنا الآن ترسخ مفهوم ( التكديس ).. وهنا لست أقصد بالتكديس مايردده ( البعض ) تجاه الأندية التي تشتري النجوم، بل ما أقصده هو جمع أكبر كمية من المدافعين أمام حارس المرمى.. فلا يمكننا أن نشاهد كرة قدم جميلة وممتعة، لعلكم تتذكرون كيف كنا ننتظر لقاء الديربي الذي جمع الهلال بالنصر، في نهاية الأمر مدرب النصر خالد القروني ( كدس ) ثمانية لاعبين أمام مرماه ( وباكيتا ) كذلك تحفظ دفاعياً بشكل كبير وان كان بمستوى أقل من القروني فغابت الإثارة والألعاب الجميلة من المباراة. ٭ أحد أسباب إعجابي الكبير بالدوري الإنجليزي وحرصي على متابعة مبارياته الجميلة أن اللقاء الذي قد يجمع المتصدر بأحد فرق المراكز الأخيرة كفولهام أو برمنجهام سيتي لا يتضمن أي خطط دفاعية مبالغ فيها، تجد الهجمات والفرص والإثارة حتى دقائق المباراة الأخيرة، الفرق الصغيرة ماذا الذي يمكن أن تخسره سواء لعبت دفاعاً أو هجوماً في حال أن ضمنت البقاء في الدوري الكبير وابتعدت عن شبح الهبوط. ٭ أثناء حواري مع النجم يوسف الثنيان كانت القناة الرياضية تعيد لقاءً سابقاً جمع الشباب بأبها، وكان فريق أيها يلعب بطريقة دفاعية مما دعا الثنيان إلى التهكم بطريقة غير مباشرة على مثل هذه الخطط وعلق ( كيف يمكن أن نتابع دورياً تلعب فيه الفرق بمثل هذه الخطط ). ٭ الدفاع فن من فنون خطط لعب كرة القدم، الآن هناك فرق تحقق بطولات ونتائج مميزة وهي تلعب بطريقة 3/5/2 المتوازنة دفاعياً وهجومياً، فيما الفرق التي تعشق ( تكدس الدفاع ) مازالت مكانك سر. أتتذكرون كيف كان يلعب المنتخب البحريني في الفترة ماقبل العام 2000، كانت خطة المنتخب الأحمر فريدة من نوعها حيث تتشكل على مبدأ 9/1 تسعة مدافعين ولاعب مهاجم فقط، ولعلكم تتذكرون أيضاً كيف كانت لقاءتنا مع البحرين صعبة و ( ثقيلة ) رغم فارق إمكانيات اللاعبين.. وكانت مبارياتنا مع شقيقنا البحريني لم تكن تدخل أبداً ضمن مايسمى ( كرة قدم )، الآن بعد أن تخلى البحرينيون عن تلك القناعات السابقة وبدأوا في تقديم خطط اللعب المتوازنة والتخلص من الفكر ( الدفاعي ).. لم يعد يمثلون واجهة مشرقة لكرة القدم في الخليج فحسب.. بل وعلى مستوى القارة الآسيوية. وأعتقد بأن وصول كوريا الجنوبية واليابان إلى أدوار متقدمة في المونديال السابق كان بسبب أن المنتخبين لم يفكرا أبداً في الخطط الدفاعية، رأينا كيف كانت كوريا تقارع أسبانيا وإيطاليا والبرتغال بجرأة كبيرة كان ثمرتها تحقيق المركز الرابع في البطولة. دفاع الأهلي والسيد حظ خلال السنوات الأخيرة بدأ أنصار الفريق الأهلاوي باستخدام عذر ( الحظ ) تبريراً لخسائر البطولات المتتالية، الآن وبعد أن مثل دفاع منتخبنا ( الرديف ) كل من نايف القاضي ووليد عبدربه في دورة غرب آسيا، أصبح الخلل جلياً وواضحاً للعيان.. قبل أن تفكرون بالبحث عن مهاجمين وهدافين أبدأوا أولاً بتحصين دفاعاتكم. من يختار أفضل لاعب أن تقوم مجلة عربية مغمورة باكتساب صلاحية اختيار أفضل لاعب على مستوى الدول العربية وسط تكريم ( رسمي ) يطرح حول ذلك ألف علامة استفهام، في هذا العام ستعطى الجائزة للاعب السعودي 0 كعادة هذه المجلة - فأرجو أن لا نفرح !